للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلْتُ: وَصِلَةٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَلَكَ اللَّهُ تَصِلُنَا بِهَا، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ خَرَجْتُ مِنْ أهلي وأن فِيهِمْ لِحَاجَةٍ مَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ، وَلَقَدْ عَمَّتِ [١] الْحَاجَةُ أَهْلَ الْبَلَدِ، قَالَ: وَقَدْ وَصَلَكَ أمير المؤمنين. قلت: وخادم يا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَخْدُمُنَا فَإِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ تَرَكْتُ أهلي وما لهم مِنْ خَادِمٍ إِلَّا أُخْتِي إِنَّهَا الَّتِي تَخْبِزُ لَهُمْ وَتَعْجِنُ وَتَطْبُخُ لَهُمْ. قَالَ: وَقَدْ أَخْدَمَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: أَنِ ابْعَثْ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَلْهُ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي سَمِعَهُ يُحَدِّثُ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ هِشَامٌ مِثْلَ حَدِيثِي مَا زَادَ حَرْفًا وَلَا نَقَصَ حَرْفًا» [٢] .

«حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ مِصْرِيٌّ [٣] حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَدِمْتُ دِمَشْقَ زَمَانَ تجري [٤] ابْنُ الْأَشْعَثِ. قَالَ:

وَعَبْدُ الْمَلِكِ يومئذ مشغول بشأنه، فجلست في مجلس لَا أَعْرِفُهُمْ، وَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ قِصَّةِ أُمِّ الْوَلَدِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا مَاتَ رَجُلٌ تَرَكَ مِثْلَكَ» .

«حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عمران بن الوسام عن السري بن يحي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمْتُ دِمَشْقَ وَأَنَا أريد الغزو، فأتيت


[١] في الأصل «علمت» والتصويب من ابن عساكر ١١/ ٦٧ أ.
[٢] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ١١/ ٦٦ أ- ٦٦ ب، وأوردها ابن كثير: البداية والنهاية ٩/ ٣٤٥- ٣٤٧ من طريق عطاف بن خالد أيضا الى قوله «وقد أخدمك أمير المؤمنين» . واختصرها الذهبي من هذا الطريق أيضا في تاريخ الإسلام ٥/ ١٣٧، ومن طريق آخر ٥/ ١٣٨- ١٣٩.
[٣] في ابن حجر (تهذيب التهذيب ٤/ ٣٠٦) «البصري» ويذكر رحلته الى مصر في تجارة.
[٤] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ١١/ ٦٧ ب لكنه يذكر «تحرك» بدل «تجري» .

<<  <  ج: ص:  >  >>