للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: فَمَا ذَكَرَهَا حَتَّى مَاتَا جَمِيعًا [١] .

حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ [٢] : قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: مَا بَقِيَ مِنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: مُوَاسَاةُ الْإِخْوَانِ وَالْإِفْضَالُ عَلَيْهِمْ.

حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زيد قال: كان الذئب الخبيث يتبدّا لِابْنِ الْمُنْكَدِرِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمِنْبَرِ فِي الْمَسْجِدِ وَيُرْعِبُهُ. قَالَ:

فَأَصْبَحَ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَتَى إِلَى أَبِي فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَامَةَ أَلَا أُخْبِرُكَ خَبَرًا، إِنِّي رَأَيْتُ الْخَبِيثَ أَتَانِي فِي النَّوْمِ فَقَاتَلَنِي فَقَاتَلْتُهُ، ثُمَّ إِنِّي أَخَذْتُ [٣] فَشَقَّهَا اللَّهُ شِقَّيْنِ فَرَمَيْتُ شِقَّةً هَاهُنَا وَشِقَّةً هَاهُنَا فأرجو أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ. قَالَ فَمَا رَآهُ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ بَعْدَ ذَلِكَ.

حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى امْرَأَةٍ فَجَعَلَتْ تَتَكَلَّمُ وَهِيَ مُغْمًى عَلَيْهَا، فَقِيلَ لَهَا إِنَّ زَيْدَ بْنَ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ وَأَبَا حَازِمٍ وَرَبِيعَةَ [٤] بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهُمْ مُخَلَّدُونَ فِيهَا بِأُلْفَتِهِمْ.

حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: يَا رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ الدُّنْيَا عِنْدَكَ حَتَّى أَعْرِفَهَا؟ قَالَ: فَأُتِيَ فِي مَنَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: ابْنَ الْمُنْكَدِرِ سَأَلْتَ اللَّهَ أَنْ يُرِيَكَ الدُّنْيَا كَيْفَ هِيَ عِنْدَهُ، وَإِنَّ هَذَا شيء لا يكون أبدا.


[١] قارن بالذهبي: تاريخ الإسلام ٥/ ١٥٨.
[٢] هو عمر بن محمد بن زيد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (تهذيب التهذيب ٧/ ٤٩٥) .
[٣] الفراغ كلمة رسمها «ستعفه» ولم اتبينها.
[٤] في الأصل «وأبا ربيعة» وهو ربيعة الرأى المشهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>