للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيته- فوصف قَرِيبًا مِنْ رَحْبَةِ سُلَيْمٍ- وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ يُظْلَمُ، فَنَهَى [١] عَنْهُ فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لَا تُكْلَمُ ذمة الله اليوم وأنا شاهد فنزل (١٩ أ) فَخَلَّصَهُ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَيْتُهُ فِي مَنْزِلِهِ وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ إِنَّ عَامِرًا لَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلَا يَمَسُّ بَشَرَةَ أَحَدٍ وَيَقُولُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْبُرْنُسِ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِي، فَقُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ. فَلَمَّا تَحَدَّثْنَا قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّكَ لَا تَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا تَأْكُلُ السَّمْنَ، وَلَا تَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَتَقُولُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا آكُلُ اللَّحْمَ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ صَنَعُوا فِي الذَّبَائِحِ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَإِذَا اشْتَهَيْتُ اللَّحْمَ أَخَذْنَا شَاةً فَاشْتُرِيَتْ لَنَا فَذَبَحْنَاهَا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا آكُلُ السَّمْنَ فَإِنِّي لا آكل ما يجيء من هاهنا [٢] وآكل ما يجيء من هاهنا [٣] . وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَإِنَّمَا هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَقَدْ كَادَتْ تَغْلِبُنِي. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ أَنِّي قُلْتُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ، فَإِنِّي قَدْ قُلْتُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين [٤] .


[١] في الأصل رسمها قريب مما أثبته وفي ابن سعد (٧/ ١٠٤) «فكلمهم فيه» .
[٢] في ابن سعد: «يعني الجبل» .
[٣] في ابن سعد «وضرب ابن عون يده نحو البادية» وورد في حلية الأولياء (٢/ ٩٠) انه سئل: ومالك لا تأكل الجبن- واحسبها تصحيف للسمن- قال: أنا بأرض فيها مجوس، فما شهد شاهدان من المسلمين ان ليس فيه ميتة أكلته.
[٤] أوردها ابن سعد (٧/ ١٠٤- ١٠٥) من طريق ابن عون أيضا بألفاظ مقاربة، وأورد أولها الى «فخلصه» أبو نعيم في الحلية ٢/ ٩١ من طريق آخر بالمعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>