للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّالِحُونَ كُنْتُ عَنْهُمْ بِمَعْزِلٍ.

حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: إِنَّ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدٍ يَحْفَظُهُ قَالَ: إِنَّهُ لَيَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ عَنْ مُحَمَّدٍ حَدِيثًا لَا أَحْفَظُهُ.

قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا أَيُّوبُ- وَكَانَ أَوْثَقَ مَنْ رَأَيْتُ فِي زَمَانِهِ- عَنْ أَبِي بِشْرٍ.

قَالَ أَبُو يُوسُفَ: كَانَ سُلَيْمَانُ يُنْكِرُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ وَيَقُولُ: هذه بركت وكان أيوب لَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى [١] قَالَ: رَأَيْتُ أَيُّوبَ يُبْلِغُ مَعْمَرًا إِلَى الْعِرَاقِ. فَقُلْتُ لِعَبْدِ الْأَعْلَى: فَمَا مَنَعَكَ مِنْ أَيُّوبَ؟ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ حَوْشَبٍ [٢] وَكَانَ يَتَصَوَّفُ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: فِي مَنْزِلِ أَيُّوبَ الضَّبْعِ، فَتَرَكْنَاهُ، ثُمَّ نَدِمْنَا بَعْدُ.

قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قال: قدم أيوب من مَكَّةَ فَرَأَيْتُ عَلَى فِرَاشِهِ مَجْلِسًا مُعَصْفَرًا فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَرَفَعْتُ الْمَجْلِسَ فَإِذَا تَحْتَهُ خَيْشٌ.

حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَا أَعْلَمُ الْقَدَرَ مِنَ الدِّينِ [٣] .

وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَشَدَّ تَبَسُّمًا فِي وُجُوهِ الرِّجَالِ مِنْ أَيُّوبَ إِذَا لقيهم، وهارون بن رئاب كان شيئا


[١] عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي.
[٢] حوشب بن مسلم الثقفي مولاهم (تهذيب التهذيب ٣/ ٦٦) .
[٣] أوردها ابن سعد (٧/ ٢٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>