للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣) باب حجة من قال ان فعلها فى البيت أفضل

(١١١٣) عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أتَّخذ حجرة فى المسجد من حصير فصلَّى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليالى حتَّى اجتمع إليه ناس ثمَّ فقدوا صوته فظنُّوا أنَّه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم، فقال ما زال بكم الذَّى رأيت من صنيعكم حتَّى خشيت أن يكتب عليكم ولو كتب عليكم ما قمتم به، فصلُّوا أيُّها النَّاس فى بيوتكم، فإنَّ أفضل


وأبي البختري وغيرهم، وقد أمر به عمر بن الخطاب رضى الله عنه حينما رأى الناس أوزاعًا متفرقين وتقدم حديثه فى ذلك آنفًا، واستمر عليه عمل الصحابة رضى الله عنهم وسائر المسلمين وصار من الشعائر الظاهرة كصلاة العيد (وذهب آخرون) الى أن فعلها فرادى فى البيت أفضل محتجين بحديث زيد بن ثابت الآتى بعد هذا وبأمور أخرى سيأتى ذكرها فى شرح حديث زيد (وفصَّل بعض الشافعية) فقال إن كان حافظًا للقرآن ولا يخاف الكسل عنها ولا تختل الجماعة فى المسجد بتخلفه فالانفراد أفضل، وإن فقد بعض هذا فالجماعة أفضل، ففى المسألة عند الشافعية ثلاثة أوجه (وقال العراقيون) والصيدلانى وغيرهم الخلاف فى ذلم إنما هو فيمن كان حافظًا للقرآن آمنًا من الكسل لا تختل الجماعة فى المسجد بتخلفه، فان فقد بعض هذه فالجماعة أفضل قطعًا، وهذا الخلاف الذى عند الشافعية فى ذلك، الأشهر أنه وجهان للأصحاب، وقيل إنه قولان للشافعى رحمه الله والله أعلم
(١١١٣) عن زيد بن ثابت (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى قال ثنا عفان ثنا وهيب ثنا موسى بن عقبة قال سمعت أبا النضر يحدث عن نضر بن سعيد عن زيد بن ثابت "الحديث" (غريبه) (١) رواية مسلم "احتجز رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة بخصفة أو حصير" قال النووى فالحجيرة بضم الحاء تصغير حجرة والخصفة والحصير بمعنى شك الراوى فى المذكورة منهما، ومعنى احتجز حجرة أى حوَّط موضعًا من المسجد بحصير ليستره ليصلى فيه ولا يمر بين يديه مار ولا يتهوش بغيره ويتوفر خشوعه وفراغ قلبه، وفيه جواز مثل هذا اذا لم يكن فيه تضيق على المصلين ونحوهم ولم يتخذه دائمًا، لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحتجرها بالليل يصلى فيها ويبسطها بالنهار كما ذكره مسلم فى رواية أخرى،

<<  <  ج: ص:  >  >>