للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حنبل الشيباني} سائلا المولى جل شأنه أن يجعله لوجهه الكريم وأن ينفع به النفع العميم وأن يرزقني الفوز بجنات النعيم مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

باب

في كيفية وضع الكتاب وفيه مقاصد

(المقصد الأول في سبب حذف السند)

اعلم هداني الله واياك الى سبيل الرشاد ووفقنا لما فيه الخير والسداد، أني لما شرعت في عمل هذا الكتاب بتوفيق الله تعالى وهدايته وحوله وقوته وعنايته، وكنت فيه طالبا أقرب المسالك، ليسهل تناوله على الطالب والسالك، حذفت السند ولم أثبت منه إلا اسم الصحابي الذي روى الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم إن كان خبرا، أو اسم من يرويه عن الصحابي إن كان إثرا، إلا أن يعرض في الحديث ذكر اسم أحد رواته مما تمس الحاجة إليه فأذكره لتوقف فهم المعنى المذكور في الحديث عليه، سواء كان هذا الراوي في ابتداء السند أو في انتهائه، وربما ذكرت السند جميعه في بعض المواضع لهذا الغرض او لغرض آخر وذلك بعد أخذ رأي كثير من أفاضل العلماء، فكان من رأيهم حذف السند، لأن السواد الأعظم من الناس يرغب عن الكتب المسندة إلى غيرها من الكتب المختصرات تقريبا للفائدة، وتفاديا من السآمة والملل واقتصادا في الوقت، وقد أدرك كثير من كبار المحدثين المتقدمين تفشي هذا الداء في الناس فاختصروا كتبهم بحذف السند منهم الإمام البغوي في كتابه مصابيح السنة، والحافظ ابن الأثير في كتابه جامع الأصول، والزبيدي في كتابه التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح وغيرهم رحمهم الله، ولنا في الإقتداء بهم أسوة حسنة، ومع هذا فقد عقبت كل حديث بسنده في التعليق، لكيلا يحرم من فائدته أولوا النظر والتدقيق

<<  <  ج: ص:  >  >>