للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمراء تشغلهم عن الصَّلاة حتَّى يؤخرَّوها عن وقتها فصلُّوها لوقتها "وفى روايةٍ ثمَّ اجعلوا صلاتكم معهم تطوُّعًا" قال فقال رجلٌ يارسول الله فإن أدركتها معهم أصلِّى؟ قال إن شئت (وعنه من طريقٍ ثانٍ بنحوه وفيه) فقال رجلٌ يارسول ثمَّ نصلِّى معهم قال نعم، قال عبد الله قال أبى رحمه الله وهذا هو الصَّواب


وهو آخر من مات من الصحابة بها، قاله الحافظ فى التقريب (١) أى وقتها المختار (وقوله فصلوا لوقتها) أى فى أول وقتها ولو منفردين اذا لم يترتب عليه فتنة (٢) يعنى إن شئت فصل معهم لأنها زيادة خير لك كما صرح بذلك فى بعض روايات مسلم، وهو صارف للأمر المستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم فى الطريق الثانية "نعم" عن الوجوب الى الاستحباب (٢) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يعمر يعنى ابن بشر أنا عبد الله أنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن أبى المثنى الحمصى عن أبى أبىّ بن امرأة عبادة بنالصامت قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس سيجئ أمراء يشغلهم أسشياء حتى لا يصلوا الصلاة لميقاتها فصلوا الصلاة لميقاتها، فقال رجل يا رسول الله ثم نصلى معهم؟ قال نعم، ولهذا الحديث طريق ثالث قال حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة فذكره قال عن ابن امرأة عبداة عن عبادة عن النبى صلى الله عليه وسلم مثله (٤) يعنى ابن الأمام أحمد (٥) الأشارة ترجع الى قوله نعم، والمعنى والله أعلم أن الأمام أحمد رحمه الله صوَّب رواية نعم عن رواية إن شئت، وقد جمع بينهما فى رواية أبى داو قال "فقال رجل يا رسول الله أصلى معهم؟ قال نعم إن شئت" (تخريجه) (د) وسند الأمام أحمد جيد (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية الدخول فى صلاة الجماعة لمن كان قد صلى تلك الصلاة ولكن ذلكمقيد بالجماعات التى تقام فى المساجد لما فى رواية يزيد بن الأسود عند النسائى والترمذى بلفظ "ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا" (قال النووى) والصحيح عند أصحابنا استحباب إعادة جميع الصلوات فى جماعة سواء صلى الأولى جماعة أم منفردًا، وهو قول سعيد بن المسيب وابن جبير والزهرى، ومثله عن على بن أبى طالب وحذيفة وأنس رضي الله عنهم، ولكنهم قالوا فى المغرب يضيف اليها أخرى (وبه قال أحمد) وعندنا لا يضيف، وقال ابن مسعود (ومالك) والأوزاعى والثورى يعيد الجميع إلا المغرب لئلا تصير شفعا،

<<  <  ج: ص:  >  >>