-[كلام العلماء في مدة عمر آدم عليه السلام، والموضع الذي دفن فيه]-
عليه وفيه مات (١) وفيه تقوم السَّاعة، وما من دابَّة إلا وهى مسيخةٌ (٢) يوم الجمعة من حين تصبح حتَّى تطلع الشَّمس شفقًا من السَّاعة (٣) إلَّا الجنَّ والإنس (٤) وفيه ساعة لا يصادفها عبدٌ مسلمٌ وهو يصلِّى يسأل الله شيئًا إلَّا أعطاه إياه، قال كعبٌ ذلك فى كلِّ سنةٍ مرةً، فقلت بل فى كلِّ جمعةٍ، فقرأ كعب التَّوراة فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة ثمَّ لقيت عبد الله ابن سلامٍ فحدَّثته بمجلسى مع كعب وما حدَّثته فى يوم الجمعة فقلت له قال
وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة" وفى رواية للأمام أحمد مثله الى قوله وفيه أخرج منها، ولمسلم في رواية أخرى "وخلق آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة" قال الحافظ ابن كثير فان كان يوم خلقه يوم اخراجه وقلنا الأيام الستة كهذه الأيام فقد أقام في الجنة بعض يوم من أيام الدنيا وفيه نظر، وان كان إخراجه في غير اليوم الذى خلق فيه وقلنا إن كل يوم بألف سنة كما قال ابن عباس ومجاهد والضحاك واختاره ابن جرير فقد لبث هناك مدة طويلة اهـ والله أعلم (١) أى وله ألف سنة كما في حديث أبى هريرة وابن عباس مرفوعًا، وقيل إلا سبعين وقيل إلا ستين وقيل إلا أربعين؛ وقد اختلف في المكان الذى توفى فيه، فقيل بمكة ودفن بغار أبى قبيس، وقيل عند مسجد الخيف؛ وقيل بالهند، وصححه ابن كثير، وقيل بالقدس رأسه عند الصخرة ورجلاه عند مسجد الخليل والله أعلم (٢) بالسين المهملة أى مصغية مستمعة ويروى بالصاد وهو الأصل (نه) (٣) أى خوفاً من قيامها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فقد ألهمها الله بذلك فهى تخاف من قيامها كل جمعة، وفيه أنها اذا طلعت عرفت الدواب أنه ليس ذلك اليوم وليس فيه علم متى تقوم، لأن يوم الجمعة متكرر مع أيام الدنيا وقد قال تعالى {إنما علمها عند ربى} وقال {لا تأتيكم إلا بغتة} وقال صلى الله عليه وسلم لجبريل "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" (٤) قال الباجى استثناء من الجنس، لأن اسم الدابة يقع على كل مادبَّ ودرج، قيل وجه عدم إشفاقهم أنّ بين يدى الساعة شروطًا ينتظرونها وليس بالبيِّن، لأنا نجد منهم من لا يصيخ ولا علم له بالشروط، وقد كان الناس قبل أن يعلموا بالشروط لا يصيخون (قال ابن عبد البر) وفيه أن الجن والأنس لا يعلمون من أمر الساعة ما يعرفه غيرهم من الدواب وهذا أمر يقصر عنه الفهم، وقال الطيبى وجه إصاخة كل دابة وهي لا تعقل أن الله ألهمها ذلك، ولا عجب عند قدرة الله سبحانه