للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كلام العلماء في فضل يوم الجمعة]-

وآله وسلَّم كان يقول ليلة الجمعة غرَّاء (١) ويومها أزهر (٢)


ابن عمر عن زائدة بن أبى الرقاد عن زياد النميرى عن أنس بن مالك قال كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبارك لنا في رمضان" وكان يقول ليلة الجمعة غراء ويومها أزهر {غريبه} (١) أى مشرقة (ويومها أزهر) أى مضئ، كذا جاء مفسراً في بعض الأحاديث، قال المناوى وقدّم الليلة لسبقها في الوجود، ووصفها بالغراء لكثرة نزول الملائكة فيها إلى الأرض لأنهم أنوار، واليوم بالأزهر لأنه أفضل أيام الأسبوع اهـ {قلت} روى الطبرانى والحاكم في مستدركه من طريق الهيثم بن حميد حدثنى أبو معبد حفص بن غيلان عن طاوس - عن أبى موسى الأشعرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيآتها ويبعث الجمعة زهراء منيرة أهلها يحفون بها كالعروس تهدى إلى كريمها، تضئ لهم يمشون في ضوئها، ألوانهم كالثلج بياضاً، وريحهم يسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان لا يطرقون تعجبًا "أي لا يغضون أبصارهم عن النظر إليهم تعجباً مما أعطاهم الله من الكرامة" حتى يدخلوا الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون) قال الحاكم هذا حديث شاذ صحيح الإسناد، فإن أبا معبد من ثقات الشاميين الذين يجمع حديثهم، والهيثم بن حميد من أعيان أهل الشام غير أن الشيخان لم يخرجاه عنهما اهـ {قلت} وأقره الذهبى وفيه تفسير كونه أزهر بأنه يضيء لأهله لأجل المشى في ضوئه يوم القيامة، وهذا التفسير هو؟؟؟؟؟ {تخريجه} لم أقف عليه وفيه زياد النميرى ضعيف، وأخرجه ابن عدى بلفظ "أكثروا الصلاة على في الليلة الغراء واليوم الأزهر" وبهذا اللفظ رواه البيهقى في شعب الأيمان عن أبى هريرة، ورواه سعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصرى وخالد بن معدان مرسلاً، قال المناوي وبتعدد طرقه صار حسناً {الأحكام} أحاديث الباب تدل على أن يوم الجمعة له فضل كبير عند الله عز وجل ومزايا عظمى، بل تدل بظاهرها على أنه أفضل الأيام، وبه جزم ابن العربي، ويشكل على ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن قرط أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "أفضل الأيام عند الله تعالى يوم النحر" وما رواه ابن حبان أيضاً في صحيحه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من يوم أفضل عند الله تعالى من يوم عرفة" وقد جمع العراقى فقال المراد بتفضيل الجمعة بالنسبة إلى أيام الأسبوع وتفضيل يوم عرفة أو يوم النحر بالنسبة إلى أيام السنة، وصرح بأن حديث أفضلية يوم الجمعة أصح، قال صاحب المفهم صيغة خير وشر يستعملان للمفاضلة ولغيرها، فإذا كانت للمفاضلة فأصلها أخبر وأشرر على وزن أفعل، وأما إذا لم يكونا للمفاضلة فهما من جملة الأسماء كما قال تعالى {إن ترك خيراً} وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>