-[تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم صلاة من يصلى عليه]-
.....
"ويجعل الله فيه خيراً كثيراً" قال وهى في حديث الباب للمفاضلة ومعناها في هذا الحديث أن يوم الجمعة أفضل من كل يوم طلعت شمسه اهـ {وفي أحاديث الباب أيضاً} دليل على أن آدم عليه وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام خلق في يوم الجمعة، وفيه دخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وفيه تبعث الخلائق بعد الموت (قال القاضي عياض) الظاهر أن هذه الفضائل المعدودة ليست لذكر فضيلته، لأن إخراج آدم وقيام الساعة لا يعد فضيلة، وإنما هو بيان لما وقع فيه من الأمور العظام وما سيقع ليتأهب العبد فيه بالأعمال الصالحة لنيل رحمة الله ودفع نقمته، هذا كلام القاضى عياض رحمه الله (وقال أبو بكر ابن العربى) في كتابه الأحوذى في شرح الترمذي الجميع من الفضائل، وخروج آدم من الجنة هو سبب وجود الذرية وهذا النسل العظيم ووجود الرسل والأنبياء والصالحين والأولياء، ولم يخرج منها طرداً بل لقضاء أو طار ثم يعود إليها، وأما قيام الساعة فسبب لتعجيل جزاء الأنبياء والصديقين والأولياء وغيرهم وإظهار كرامتهم وشرفهم، وفى هذا الحديث فضيلة يوم الجمعة ومزيته على سائر الأيام اهـ {وفيها} أن يوم الجمعة لا يختص بصيام وأن ليلتها لا تختص بقيام دون غيرها من الليالي؛ لأن ذلك يقلل من نشاطه لأداء وظائفها المشروعة وتقدم الكلام على ذلك {وفيها أيضاً} استحباب الإكثار من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة بل وفي ليلتها كما جاء في بعض الأحاديث وأنها تعرض عليه صلى الله عليه وسلم والأحاديث في ذلك كثيرة مشهورة {منها} ما رواه الإمام الشافعى في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا كان يوم الجمعة وليلة الجمعة فأكثروا الصلاة علىّ" {ومنها} عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أكثروا من الصلاة علىّ يوم الجمعة فإنه مشهور تشهده الملائكة، وإن أحداً لن يصلى علىّ إلا عرضت علىّ صلاته حتى يفرغ منها قال قلت وبعد الموت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام" رواه ابن ماجه بسند جيد {وعن ابن مسعود} رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتى السلام" رواه النسائي وابن حبان في صحيحه، وكذلك رواه الإمام أحمد وسيأتي في (باب فضل الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وأنها تبلغه) في آخر كتاب الأذكار {وعن الحسن بن على رضي الله عنهما} أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "حيثما كنتم فصلوا علىّ فإن صلاتكم تبلغني" رواه الطبراني في الكبير وحسنه الحافظ السيوطي {وعن عمار بن ياسر} رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله تبارك وتعالى ملكاً أعطاه أسماء الخلائق فهو قائم على قبرى إذا مت فليس أحد يصلى علىّ صلاة إلا قال يا محمد صلىَّ عليك فلان بن فلان، قال فيصلى الرب تبارك وتعالى على ذلك الرجل بكل واحدة عشراً، رواه (بز. طب. حب) وغير ذلك كثير "وقد ذكر الحافظ ابن القيم" رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد