للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٤) باب نوع رابع

يتضمن صلاة الإمام بكل طائفة ركعة وانتطاره لقضاء كل طائفة ركعة

(١٧٤٢) عن صالح بن حوَّات بن جبير عمن صلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف أن طائفة صفَّت معه وطائفة وجاه العدوِّ فصلَّى بالَّتي معه ركعة، ثمَّ ثبت قائمًا وأتموا لأنفسهم ثمَّ انصرفوا


من رواية ابن عباس وجابر وحذيفة ما يخالف روايتهم فى هذا الباب في كيفية صلاة الخوف وهذه المخلفة تشعر بالاضطراب (قلت) لا مخالفة ولا اضطراب لما تقدم من تعدد الواقعة وتكرر الصلاة فربما حضر بعضهم الصلاة في الواقعة أو في اليوم الأول منها ثم حضرها فى اليوم التالى أو فى واقعة أخرى فكانت بنوع آخر غير ما رأى أوَّلا، فكلّ روى ما شاهده، والحق أن كل نوع صحت فيه الأحايث فالعمل به جائز كما قال الامام أحمد رحمه الله
(١٧٤٢) عن صالح بن خوَّات (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسحاق بن عيسى أخبرنى مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوّات الحديث" (غريبه) (١) قيل هو سهل بن أبى حثمة كما فى الحديث التالى، لكن قال الحافظ الراجح أنه أبو خوات بن جبير كما جزم به النوى فى تهذيبه وقال إنه محقق من رواية مسلم وغيره وسبقه الغزالى، وذلك أن أبا أويس رواه عن يزيد شيخ مالك وقال عن صالح عن أبيه أخرجه ابن منده، ويحتمل أن صالحا سمعه من أبيه ومن سهل فأبهمه تارة وعينه أخرى؛ لكن قوله ذات الرقاع يعين أن المبهم أبوه إذ ليس في رواية صالح عن سهل أنه صلاها مع النبى صلى الله عليه وسلم، ويؤيده أن سهلا لم يكن فى سن من يخرج فى تلك الغزوة لصغره لكن لا يلزم أن لا يرويها، فروايته إياها مرسل صحابى، فبهذا يقوى أن الذى صلى مع النبى صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف هو خوَّات "وذات الرقاع" هى غزوة معروفة تقدمت الأشارة اليها وكانت سنة سبع من الهجرة على ما اختاره البخارى، وتؤيده الأحاديث، وكانت بارض غطفان من نجد؛ سميت ذات الرقاع لأن أقدام المسلمين نقبت من الحفاء فلفوا عليها الخرق، هذا هو الصحيح فى سبب تسميتها، وقد ثبت هذا فى الصحيح عن أبى موسى الأشعرى رضي الله عنه، وقيل غير ذلك، وسيأتى تفصيلها فى بابها من كتاب الغزوات، إن شاء الله تعالى (٢) بكسر الواو وضمها أى مقابل العدو (٣) أى الذين صلى بهم الركعة أتموا لأنفسهم ركعة أخرى "وقوله ثم انصرفوا" يحتمل انصرافهم بالسلام وبغيره، ويؤيد انصرافهم بالسلام

<<  <  ج: ص:  >  >>