للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصفوا وجاه العدوِّ وجاءت الطَّائفة الأخرة فصلَّى بهم الرَّكعة الَّتي بقيت من صلاته، ثمَّ ثبت جالسًا وأنتُّموا لأنفسهم ثمَّ سلَّم، قال مالك وهذا أحب ما سمعت إلىَّ في صلاة الخوف

(١٧٤٣) عن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه رفعه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال يقوم الإمام وصف خلفه، وصفٌّ بين يديه فيصلِّي بالَّذي خلفه ركعة


ما جاء فى رواية أخرى لأبى داود بلفظ "وأتموا لأنفسهم الركعة الباقية ثم سلموا وانصرفوا والأمام قائم فكانوا وجاه العدو الحديث" (١) يعنى من غير سلام منتظراً اتمام الطائفة الأخرى الركعة الباقية، فلما أتموها سلم بهم ليحصل لهم فضل التسليم معه كما حصل للأولى فضل التحريمة معه (٢) القائل قال مالك هو إسحاق بن عيسى نقل عن مالك أنه اختار النوع الذى رواه صالح بن خوَّات "ونقله القعنبى" عند أبى داود عن مالك بلفظ "وحديث يزيد بن رومان أحب ما سمعت إلىّ" (ولفظ مالك فى الموطأ) "وحديث القاسم بن محمد عن صالح بن خوَّات أحب ما سمعت إلىَّ فى صلاة الخوف" ويجمع بينهما بأن مراد مالك أن حديث صالح بن خوَّات أحب اليه سواء أكان من حديث يزيد بن رومان أم من حديث القاسم بن محمد، (وقال الدار قطنى) بعد تخريج حديث يزيد بن رومان، قال ابن وهب قال لى مالك أحب إلى هذا، ثم رجع فقال يكون قضاؤهم بعد السلام أحب إلى اهـ وعند البخاري قال مالك "وذلك أحسن ما سمعت فى صلاة الخوف" وهذا يقتضى أن مالكا سمع فى كيفيتها صفات متعددة (قال الحافظ) وهو كذلك فقد ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم فى صفة صلاة الخوف كيفيات حملها بعض العلماء على اختلاف الأحوال، وحملها آخرون على التوسع والتخيير، وقد تقدمت الأشارة إلى ذلك. قال وما ذهب اليه مالك من ترجيح هذه الكيفية وافقه (الشافعى وأحمد وداود) على ترجيحها لسلامتها من كثرة المخالفة، ولكونها أحوط لأمر الحرب مع تجويزهم الكيفية التى فى حديث ابن عمر اهـ باختصار (تخريجه) (ق. لك. د. نس. مذ. هق. قط) ولا يقدح فيه جهالة من روى عنه صالح بن خوَّات لأنه صحابى، والصحابة كلهم عدول
(١٧٤٣) عن سهل بن أبى حثمة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن القاسم عن صالح بن خوَّات عن سهل بن أبى حثمة، أما عبد الرحمن فرفعه

<<  <  ج: ص:  >  >>