للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلَّق بشجرة فأخذ سيف نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم فأختر طه ثمَّ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتخافني؟ قال لا، قال فمن يمنعك منِّي؟ قال الله عزَّ وجلَّ بمعنى منك، فتهدَّده أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمد السيف وعلقه، فنودي بالصَّلاة فصلَّى بطائفة ركعتين وتأحروا، وصلَّى بالطَّائفة الأخرى ركعتين، فكانت لرسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم أربع ركعات، وللقوم ركعتان


رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث" (١) هو غورث بن الحارث المتقدم ذكره فى الطريق الأولى (٢) أى سلَّه بأن أخرجه من غمده (٣) هو استفهام انكار أى لا يمنعك منى أحد، لأن الرجل كان قائمًا والسيف فى يده والنبى صلى الله عليه وسلم جالس لا سيف معه، ويؤخذ من مراجعة الرجل له فى الكلام أن الله سبحانه وتعالى منع نبيه منه، وإلا فما أحوجه إلى مراجعته مع احتياجه إلى الحظوة عند قومه بقتله، وفى قول النبى صلى الله عليه وسلم فى جوابه "الله يمنعنى منك" اشارة إلى ذلك؛ ولذلك أعادها الأعرابي منا فى بعض الروايات فلم يزده على ذلك الجواب، وفى ذلك غاية التهكم به وعدم المبالاة به أصلا "وظاهر قوله فهدده أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" يشعر بأنهم حضروا القصة وأنه انما رجع عما كان عزم عليه بالتهديد وليس كذلك، فانهم لم يحضروا إلا بعد وقوع القصة وتمكن النبى صلى الله عليه وسلم من الرجل، يؤيد ذلك ما فى صحيح البخارى من حديث جابر وتقدم بعضه، وفيه قال جابر "فنمنا نومة، ثم اذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا فجئناه فاذا عنده أعرابى جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا اخترط سيفى وأنا نائم فاستيقظت وهو فى يده صلتا، فقال لى من يمنعك منى؟ قلت الله فها هو ذا جالس ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم" ووقع فى رواية ابن اسحاق بعد قوله قال الله (فدفع جبريل فى صدره فوقع السيف من يده فأخذه النبى صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك أنت منى قال لا أحد، قال قم فاذهب لشأنك فلما ولى قال أنت خير منى) وأما قوله فى رواية البخارى (فها هو ذا جالس ثم لم يعاقبه) فيجمع بينه وبين رواية ابن اسحاق بأن قوله فاذهب كان بعد أن أخبر الصحابة بقصته فمنَّ عليه وعفا عنه لشدة رغبة النبى صلى الله عليه وسلم فى استئلاف الكفار ليدخلوا فى الاسلام، وقد ذكر الواقدى فى نحو هذه القصة أنه أسلم وأنه رجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير (تخريجه) (ق. د. طح. هق. وغيرهم)

<<  <  ج: ص:  >  >>