ابن أبي ليلى، رأيت شيخًا أبيض الرَّأس واللِّحية على حمارٍ وهو يتبع جنازةً فسمعته يقول، حدَّثني فلان بن فلانٍ سمع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم يقول من أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قال فأكبَّ القوم يبكون، فقال ما يبكيكم؟ فقالوا إنَّا نكره الموت، قال ليس ذلك ولكنَّه إذا حضر {فأمَّا إن كان من المقرَّبين فروحٌ وريحانٌ وجنَّة وجنَّة نسيمٍ} فإذا بشِّر بذلك أحبَّ لقاء الله، والله للقاءه أحبُّ {وأما إن كان من المكذِّبين الضَّالِّين فننزل من حميمٍ} قال عطاء {يعني ابن السَّائب} وفي قراءة ابن مسعودٍ {ثمَّ تصليه جحيمٍ}
(غريبه) (١) لم يذكر اسم الصحابى وجهالته لا تضر (٢) بضم أوله وكسر ثانيه، يقال حضر فلان واحتضر دنا موته ويئس من حياته (٣) هم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات، وبعض المباحات كراهة الوقوع فى المكروهات (٤) أى فلهم روح وريحان وتبشرهم الملائكة بذلك عند الموت، تقول "أيتها الروح الطيبة فى الجسد الطيب كنت تعمرينه اخرجى الى رمح ويحان ورب غير غضبان" رواه الأمام أحمد وغيره عن أبى هريرة وغيره وسيأتى قريبا، قال على بن طلحة عن ابن عباس {فروح} يقول راحة {وريحان} يقول مستراحة، وكذا قال مجاهد إن "الروح" الاستراحة، وقال أبو حرزة الراحة من الدنيا، وقال سعيد بن جبير والمدى "الروح" الفرح، وعن مجاهد {فروح وريحان} جنة ورخاء، وقال قتادة {فروح} رحمة وقال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير {وريحان} ورزق، وكل هذه الأقوال متقاربة صحيحة فان ما مقربا حصل له جميع ذلك من الرحمة والراحة والاستراحة والفرح والسرور والرزق الحسن {وجنة نعيم} قال أبو العالية لا يفارق "أى لا يموت أحد" من المقربين حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيقبض روحه فيه، وقال محمد بن كعب لا يموت أحد من الناس حتى يعلم من أهل الجنة هو أم من أهل النار (٥) أى وأما إن كان المحتضر من المكذبين بالحق الضالين عن عن الهدى {فنزل من حميم} أى فالذى يعدَّ له حميم جهنم وهو الماء الساخن الذى يصهر به ما فى بطونهم والجلود، نعوذ بالله من ذلك (٦) قراءة حفص {وتصلية جحيم} أى يزاد عليه من العذاب فوق ما ذاقه من ألم الحميم أنه يصلى نارا حامية تغمره من جميع