للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا بُشِّر بذلك يكره لقاء الله والله للقائه أكره

(٤) عن عامرٍ قال قال شربح بن هانئ بينما أنا في مسجد المدينة إذّ قال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلم يقول لا يحبُّ رجل لقاء الله عزَّ وجل إلَّا أحبَّ الله لقاءه، ولا أبغض رجل الله إلَّا أبغض الله لقاءه، فأتيت عائشة فقلت، لئن كان ما ذكر أبو هريرة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حقًّا لقد هلكنا فقالت إنَّما الهالك من هلك فيما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وما ذاك قال قال سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم يقول لا يحب رجل لقاء الله عزَّ وجلَّ إلَّا أحبَّ الله لقاءه، لا أبغض رجل لقاء اللَّه إلَّا أبغض الله لقاءه، قال وأنا أشهد أني سمعته يقول ذلك، فهل تدري لِمَ ذلك؟ إذا حشرج الصَّدر وطمح


جهالة نسأل الله السلامة (١) البشرى تكون فى الخير والشر وهى فى الخير أكثر، واذا أطلقت اختصت بالخير (٢) معنى الحديث أن الكراهة المعتبرة هى التى تكون عند النزع فى حالة لا تقبل توبته ولا غيرها، فحينئذ يبشر كل انسان بما هو صائر اليه وما أعد له ويكشف له عن ذلك، فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله لينتقلوا إلى ما أعدلهم ويحب الله لقاءهم، أى فيجزل لهم العطاء والكرامة، وأهل الشقاء يكرهون لقاءه لما علموا من سوء ما ينتقلون اليه ويكره الله لقاءهم أى يبعدهم عن رحمته وكرامته ولا يريد ذلك بهم، وهذا معنى كراهته سبحانه لقاءهم، وليس معنى الحديث أنَّ سبب كراهة الله تعالى لقاءهم كراهتهم ذلك، ولا أنَّ حبه لقاء الآخرين حبهم ذلك، بل هو صفة لهم، أفاده النووى (تخريجه) (طب) ورجال إسناده رجال الصحيحين، وله شاهد من حديث عائشة عند الشيخين، ومن حديث أبى هريرة، وسيأتى والله سبحانه وتعالى أعلم
(٤) عن عامر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة عن مطرف عن عامر الحديث" (غريبه) (٣) أى لأنه فهم من قوله فى الحديث "ولا أبغض رجل لقاء الله إلا أبغض الله لقاءه" أن معنى لقاء الله هو الموت، ومعلوم أن الموت مكروه عند الناس فهم هالكون لذلك (٤) يعنى من وصفه صلى الله عليه وسلم بالهلاك وبما أن الحديث لم يصرح بهذا فلا محل لفهمه، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يود

<<  <  ج: ص:  >  >>