للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصدقه ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنَّة

(٣) باب كراهة تمني الموت وفضل طول العمر مع حسن العمل

(١٨) عن أنس بن مالك رضي الله عنه يُحدِّث عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال


أيامه من الدنيا، وكذلك يقال فى الصدقة، إن كانت آخر أعماله. والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الامام أحمد، وسنده جيد (وفى الباب عن أبى هريرة) رضى الله عنه مرفوعا أمر الله عز وجل بعبدين إلى النار، فلما وقف أحدهما على شفتها التفت، فقال أما والله انى كان ظنى بك لحسن؛ فقال الله عز وجل ردوه فأنا عند ظنك بى فغفر له، وفى لفظ ردوه، أنا عند حسن ظن عبدى بى رواه البيهقى (وعن عائشة رضي الله عنها) مرفوعا اذا أراد الله بعبد خيرا قيّض له قبل موته بعام ملكا يسدده ويوفقه حتى يقال مات بخير ما كان، فاذا حضر ورأى ثوابه اشتاقت نفسه فذلك حين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، واذا أراد الله بعبد شرا قيّض له قبل موته بعام شيطانا فأضله وفتنه حتى يقال مات بشر ما كان عليه، فاذا حضر ورأى ما أعدَّ له من العذاب جزعت نفسه فذلك حين "كره لقاء الله وكره الله لقاءه" رواه عبد بن حميد (الأحكام) فى أحاديث الباب التحذير من القنوط والحث على الرجاء عند الخاتمة وتحسين الظن بالله عز وجل وتقدم معنى ذلك فى الشرح (وفيها أيضا) ايثار الآخرة على الدنيا بالأكثار من الأعمال الصالحة والمثابرة عليها خوفا من هجوم الموت بغتة فانَّ من مات على شئ بعثه الله عليه كما فى أحاديث الباب عن جابر، ومعنى ذلك أنه إذا مات العبد على عمل صالح أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه (قال الخطابى) اللقاء يقع على أوجه، منها المعاينة (ومنها) البعث كقوله تعالى {الذين كذبوا بلقاء الله} (ومنها) الموت كقوله تعالى {من كان يرجو لقاء الله فان أجل الله لآت} وقوله {قل ان الموت الذى تفرون منه فانه ملاقيكم} (وقال ابن الأثير) فى النهاية المراد بلقاء الله هنا المصير الى الدار الآخرة وطلب ما عند الله، وليس الغرض به الموت لأن كلا يكرهه، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله، ومن آثرها وركن اليها كره لقاء الله لأنه إنما يصل اليه بالموت اهـ (وقال الخطابى) معنى محبة العيد للقاء الله ايثاره الآخرة على الدنيا، فلا يحب استمرار الأقامة فيها بل يستعد للارتحال عنها، والكراهة بضد ذلك اهـ (وفيها) ان من مات على عمل صالح كان ذلك دليلا على حسن الخاتمة وقبوله عند الله ودخوله الجنة نسأل الله أن لا يحرمنا من دخول الجنة مع السابقين آمين
(١٨) عن أنس بن مالك (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا

<<  <  ج: ص:  >  >>