للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٥) باب ما جاء في المحتضر

وتلقينه كلمة التوحيد وحضور الصالحين عنده وعرق جبينه

(٣١) عن أبي سعيد الخدريِّ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم


قال خياركم أطولكم أعمارًا اذا سددوا أى اقتصدوا واستقاموا رواه أبو يعلى واسناده حسن (وعن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بخياركم؟ قالوا بلى. قال أحاسنكم أخلاقا وأطولكم أعمارا، أورده الهيثمى وقال رواه الترمذى غير قوله أطولكم أعمارا، ورواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة، وقد وثق (الأحكام) أحاديث الباب تدل على فضل طول العمر لأنه يمكن صاحبه كثرة الأعمال الصالحة والاطلاع على أحوال الدنيا وتقلباتها والاتعاظ بكثرة من مات من اخوانه ومعارفه وذويه، مما يزهِّده فى الدنيا ويزيده رغبة فى المثابرة على أعمال الخير والبر، فان لم يتعظ بذلك ولم يقبل على الله عز وجل بالأعمال الصالحة كان طول عمره وبالًا عليه، وليس له عذر عند الله عز وجل بعد أن مدّ فى عمره ومكَّنه من الطاعة مدة مديدة، قال تعالى {أول م نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير} وقد اختلف العلماء فى المراد بالتعمير فى الآية على أقوال، فعن مسروق أنه أربعون سنة. وعن مجاهد عن ابن عباس أنه ست وأربعون سنة. وعن ابن عباس سبعون سنة. وعن سهل بن سعد ستون سنة. وعن أبى هريرة "من عمّر ستين سنة أو سبعين سنة، فقد أعذر الله اليه فى العمر" (قال الحافظ) وأصح الأقوال فى ذلك ما ثبت فى حديث الباب "يعنى حديث أبى هريرة الذى رواه البخارى والامام أحمد وهو الرابع من أحاديث الباب" قال ويدخل فى هذا حديث "معترك المنايا ما بين ستين وسبعين سنة" أخرجه أبو يعلى من طريق ابراهيم بن الفضل عن سعيد عن أبى هريرة وابراهيم ضعيف اهـ (واختلفوا أيضا) فى قوله عز وجل "وجاءكم النذير" من هو النذير، فقيل هو النبى صلى الله عليه وسلم وعن زيد بن على "القرآن" وعن عكرمة وسفيان بن عيينة ووكيع "الثيب" وبه قال أكثر العلماء لأنه يأتى فى سن الكهولة فما بعدها، وهو علامة لمفارقة سن الصبا الذى هو مظنة اللهو (وفى أحاديث الباب أيضا) فضل من مات غريبا عن وطنه، وتقدم الكلام عليه فى الشرح (وفيها) غير ذلك، والله أعلم
(٣١) عن أبى سعيد الخدرى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا بشر بن المفضل ثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن عمارة قال سمعت أيا سعيد يقول قال رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>