للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال فتفرق في جسده (١) فينتزعها كما ينتزع السفود (٢) من الصوف المبلول فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث، فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تفتح لهم أبواب السماء (٣) ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط" فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين (٤) في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحًا، ثم قرأ "ومن يشرك بالله فكأنما خر


وروح المؤمن تجعل فى تلك الأكفان (١) هو كناية عن شدة الرعب والفزع، وكأنها تريد الهرب عند سماع هذه الجملة (٢) على وزن تنور وهى حديدة ذات شعب يشوى بها اللحم فكما يبقى معها بقية من المحروق كذلك تصحب عند الجذب شيئا من الصوف المبلول وهو كناية عن تمزيق جسمه وصعوبة خروج روحه؛ فعوذ بالله من ذلك (٣) أى لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء ورواه الضحاك عن ابن عباس وقاله السدى وغير واحد، وقيل المراد لا يرفع لهم منها عمل صالح ولا دعاء، قال مجاهد وسعيد بن جبير، وقال ابن جرير لا تفتح لأعمالهم ولا لأرواحهم، وهذا فيه جمع بين القولين، والله أعلم (٤) قال الحسن البصرى، معناه حتى يدخل البعير فى خرق الابرة، وكذا قال أبو العالية والضحاك، وكذا روى عن على بن أبى طلحة والعوفى عن ابن عباس، وقال مجاهد وعكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرؤها يلج الجمَّل بضم الجيم وتشديد الميم يعنى الحبل الغليظ فى خرق الإبرة وهذا اختيار سعيد بن جبير وفى رواية أنه قرأ حتى يلج الجمل يعنى قاموس السفن وهى الحبال الغلاظ (٥) السجين فعيل من السجن وهو الضيق كما يقال فسّيق وشرّيب وخِّمير وسكِّير، ونحو ذلك، ولهذا أعظم الله أمره فقال عز من قائل "وما أدراك ما سجين" أى هو أمر عظيم وسجن مقيم وعذاب أليم، وقد فسر فى الحديث بأنه في الأرض السفلى

<<  <  ج: ص:  >  >>