للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق" فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك؟ فيقول هاه هاه لا أدري، فيقولان له ما دينك؟ فيقول هاه هاه لا أدرى، فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هاه هاه لا أدرى، فينادى مناد من السماء أن كذب فافرشوا له من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح، فيقول أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول أنا عملك الخبيث، فيقول رب لا تقم الساعة (وعنه من طريق


وقال بعضهم صخرة تحت الأرض السابعة خضراء، وقيل بئر فى جهنم، وقيل غير ذلك كثير مما لا دليل عليه، ولا قول لأحد بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال الحافظ ابن كثير رحمه الله) والصحيح أن سجينا مأخوذ من السجن وهو الضيق، فان المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق، وكل ما تعالى منها اتسع، فان الأفلاك السابعة كل منها واحد منها أوسع وأعلى من الذى دونه، وكذلك الأرضون كل واحدة أوسع من التي دونها حتى ينتهى السفول المطلق والمحل الأضيق أى المركز فى وسط الأرض السابعة اهـ وهو وجيه ويوافق ما فى حديث الباب (١) هذا مثل ضربه الله للمشرك فة ضلاله وبعده عن الهدي فقال "ومن يشرك بالله فكأنما خرَّ من السماء" أى سقط منها (فتخطفه الطير) أى تقطعه الطيور فى الهواء (أو نهوى به الريح فى مكان سحيق) أى بعيد مهلك لمن هوى وهو ينطبق على ما يفعل بروخ الكافر لأنها ترمى من السماء إلى ما أعده الله لهما من العذاب والشقاء، ولذلك استشهد النبى صلى الله عليه وسلم بالآية (٢) هذه كلمة تقال فى الابعاد وفى حكاية الضحك، وقد تقال للتوجع فتكون الهاء الأولى مبدلة من همزة آه وهو الأليق بمعنى هذا الحديث يقال تأوه ونهوه آهًة وهاهًة، والمعنى أنه يتوجع لعدم معرفة الجواب ولما حصل له من الارتباك والخوف وسوء العاقبة، نعوذ بالله من ذلك (٣) يتمنى عدم قيام الساعة لأنه يعلم أن مصيره إلى النار وبئس القرار، نعوذ بالله من عذاب النار ونسأله الجنة مع الأبرار

<<  <  ج: ص:  >  >>