للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثان (١) بنحوه وفيه) حتى إذا خرج روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء، وليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم (٢) فإذا عرج بروحه قالوا رب عبدك فلان، فيقول أرجعوه (٣) فإنى عهدت إليهم أنى منها خلقتهم وفيها أعيدهم؛ ومنها أخرجهم تارة أخري؛ قال فإنه يسمع خفق نعال أصحابه (٤) إذا ولوا عنه فيأتيه آت (٥) فيقول من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيقول ربى الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم فينتهره (٦) فيقول من ربك؟


(١) "سنده" حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرازق ثنا معمر عن يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو بن زاذان عن البراء بن عازب رضى الله عنه، قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبر وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير وهو يلحد له فقال أعوذ بالله من عذاب القبر ثلاث مرات، ثم قال إن المؤمن إذا كان فى إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا تنزلت اليه الملائكة كأن على وجوههم الشمس مع كل واحد كفن وحنوط فجلسوا منه مد البصر حتى إذا خرج روحه - الحديث" (٢) أى من بابهم ليحوزوا شرف تشييع من رضى الله عنه (٣) يعنى إلى الأرض حيث يوجد قبره (٤) عند البخارى والامام أحمد من حديث أنس، وإنه يسمع فرع نعالهم والمعنى واحد وهو صوت حركة المشى بالنعل، وفيه أن السؤال يبتدئ بمجرد تسوية التراب على القبر وانصراف بعض المشيعين للجنازة (٥) هذا الآتى هو المعبر عنه بالملكين فى الطريق الأولى، وعند البخارى والامام أحمد وغيرهما من حديث أنس، أتاه ملكان، زاد ابن حبان والترمذى من طريق سعيد المقبرى عن أبى هريرة أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير - وفى رواية ابن حبان يقال لهما منكر ونكير، قيل وإنما سميا هذا الاسم لأن خلقهما لا يشبه خلق الآدميين ولا خلق الملائكة ولا خلق البهائم ولا خلق الهوام، بل لهما خلق بديع وليس فى خلقتيهما أنس للناظرين اليهما، جعلهما الله تكرمة للمؤمن لتثبّته وتبصّره، وهتكا لستر المنافق فى البرزخ من قبل أن يبعث حتى يحل عليه العذاب، وسميا أيضا فتانا القبر لأن فى سؤالهما انّهارا وفى خلقهما صعوبة (٦) أي يزجره

<<  <  ج: ص:  >  >>