للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما دينك؟ من نبيك؟ وهى آخر فتنة تعرض على المؤمن فذلك حين يقول الله عز وجل "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" فيقول ربى الله وديني الإسلام ونبي محمد صلي الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيقول له صدقت، ثم يأتيه آت حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب، فيقول أبشر بكرامة من الله ونعيم مقيم، فيقول وأنت فبشرك الله بخير، من أنت؟ فيقول أنا عملك الصالح، كنت والله سريعًا في طاعة الله بطيئًا عن معصية الله، فجزاك الله خيرًا، ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار، فيقال (١) هذا كان منزلك لو عصيت الله، أبد لك الله به هذا (٢) فإذا رأى ما في الجنة قال رب عجل قيام الساعة كيما أرجع إلى أهلي ومالي، فيقال له اسكن (٣) وإن الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزلت عليه ملائكة غلاظ شداد فانتزعوا روحه كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل، وتنزع نفسه مع العروق


(فإن قيل) كيف يزجره وقد أجاب بالصواب (قلت) المراد بالزجر هنا الامتحان لتبين هل هو ثابت على عقيدة الايمان أم لا، فان أجاب فى المرة الثانية كالأولى ظهر أنه ثابت العقيدة وظهر شرفه للملأ الأعلى واستحق الكرامة، وكانت هذه آخر فتنة تعرض عليه، وكان ممن قال الله فيهم "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة" وفسرت فتنة الدنيا بحالة الاحتضار وقتنة الآخرة بالسؤال، نسأل الله الثبات على الايمان فى الحياة وبعد الممات آمين (١) يحتمل أن يكون هذا القول من المنكر والنكير، ويحتمل أن يكون من غيرها من الملائكة (٢) زاد فى حديث أنس "فيراهما جميعا" والحكمة فى رؤيتها ادخال السرور عليه حيث قد أبدل الله منزله فى النار بمنزل فى الجنة وذلك بتوفيق الله إياه للأعمال الصالحة والهداية لدين الاسلام، ولو لم يكن كذلك لكان من أهل النار (٣) أى لا تعجل فان كل شئ له أجل معلوم وقدر محتوم لابد منه

<<  <  ج: ص:  >  >>