للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء وتغلق أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا تعرج روحه من قبلهم، فإذا عرج بروحه قالوا رب فلان بن فلان عبدك قال أرجعوه فإنى عهدت إليهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخري، قال فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه، قال فيأتيه آت فيقول من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيقول لا أدري، فيقول لا دريت ولا تلوت (١) ويأتيه آت قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح، فيقول أبشر بهوان من الله وعذاب مقيم، فيقول وأنت فبشرك الله بالشر، من أنت؟ فيقول أنا عملك الخبيث كنت بطيئًا عن طاعة الله سريعًا في معصية الله، فجزاك الله شرًا،


(١) أي لا فهمت ولا قرأت القرآن، وعند البخارى والأمام أحمد وغيرهما من حديث أنس لا دريت ولا تلبت (قال الحافظ) كذا فى أكثر الروايات بمثناة مفتوحة بعدها لام مفتوحة وتحتانية ساكنة (قال ثعلب) قوله تليت أصله تلوت، أى لا فهمت ولا قرأت القرآن، والمعنى لا دريت ولا اتبعت من يدرى، وإنما قاله بالياء لمواخاة دريت، وحكى أبو قتيبة عن يونس بن حبيب آن صواب الرواية "لا دريت ولا تليت" بزيادة ألف وتسكين المثناة كأنه يدعو عليه بأن لا يكون له من يتبعه وهو من الاتلاء؛ يقال ما تليت ابله أى لم تلدا أولادًا يتبعونها، وقال قول الأصمعى أشبه بالمعنى، أى لا دريت ولا استطعت أن تدرى، ووقع عند أحمد من حديث أبى سعيد "لا دريت ولا اهتديت" (قل سيأتى) قال وفى مرسل عبيد بن عمير عند عبد الرازق "لا دريت ولا أفلحت" اهـ باختصار، وصوَّب العينى قول ثعلب فى تفسير "ولا تليت" يعنى أن أصله ولا تلوت قلبت الواو ياء لازذواج الكلام، قال وهذا أصوب من كل ما ذكروه فى هذا الباب، والدليل عليه أن هذه اللفظة جاءت هكذا فى حديث البراء فى مسند أحمد "لا دريت ولا تلوت" أى لم تتل القرآن فلم تنتفع بدرايتك ولا تلاوتك (وقال الزمخشرى) معناه ولا اتبعت الناس بأن تقول شيئًا يقولونه، وقيل لا قرأت، فقلبت الواو ياء له مزاوجة، أى ما علمت بنفسك بالاستدلال ولا اتبعت العلماء بالتقليد وقراءة الكتب، وقال ابن بطال الكلمة من ذوات الواو لأنها من تلاوة القرآن،

<<  <  ج: ص:  >  >>