للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة (١) لو ضرب بها جبل كان ترابًا، فيضربه ضربة حتى يصير ترابًا، ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخري فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين (٢) قال البراء بن عازبٍ رضى الله عنه، ثم يفتح له باب من النار ويمهد (٣) من فرش النار


لكنه لما كان مع دريت تكلم بالياء ليزدوج الكلام، ومعناه الدعاء عليه، أى لا كنت داريا ولا تاليا اهـ (١) المرزبة بكسر الميم وفتح الزاى مخففة بينهما راء ساكنة، هى المطرقة الكبيرة التى تكون للحداد، ويقال لها أيضا الأرزبة بالهمز والتشديد (٢) ظاهره أن كل شئ يسمعه من حيوان وجماد غير الجن والأنس (قال الحافظ) لكن يمكن أن يخصص منه الجماد، ويؤيده أن فى حديث أبى هريرة عند البزار يسمعه كل دابة إلا الثقلين، والمراد بالثقلين الأنس والجن، قيل لهم ذلك لأنهم كالثَّقل على وجه الأرض، قال المهلب الحكمة فى أن الله يسمع الجن قول الميت قدمونى ولا يسمعهم صوته إذا عذب بأن كلامه قبل الدفن متعلق بأحكام الدنيا، وصوته إذا عذب فى القبر متعلق بأحكام الآخرة، وقد أخفى الله على المكلفين أحوال الآخرة إلا من شاء الله ابقاء عليهم اهـ (٣) أى يفرش له من فرش النا، فعوذ بالله من ذلك (تخريجه) (د. ك. ش. هق) وسنده جيد قال صاحب التنقيح رواة أحمد محتج بهم فى الصحيح؛ والحديث حصنه المنذرى - ورواه أيضا أبو داود والحاكم وابن أبى شيبة وابن منده وأبو نعيم وأبو عوانة الأسفرايبنى فى صحيحه من طرق صحيحة والبيهقى وقال هذا حديث صحيح الأسناد، وصححه أيضا العلامة ابن القيم فى كتاب الروح وقال هذا حديث ثابت مشهور مستفيض صححه جماعة من الحفاظ، ولا يعلم أحد من أئمة الحديث طعن فيه الخ، وروى النسائى وابن ماجه أوله، وقد جمع الدار قطنى طرقه فى مصنف مفرد وفى إسناد الحديث نهال بن عمر؛ وثقه ابن معين والعجلى وقد تكلم ابن حزم فى المنهال ولا يلتفت لكلام ابن حزم بعد احتجاج الشيخين به، ولمَّا رأى ابن حزم حديث المنهال رادَّا على معتتقده فى إنكار عذاب الأجساد فى قبورهما طعن فيه وطعنه مردود، والحديث صحيح دال على أن عذاب القبر يلحق الجسد على الكيفية التى علمها الله سبحانه وتعالى اهـ والله أعلم (وفى الباب) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال "إذا قتل العبد فى سبيل الله فأول قطرة تقطر على الأرض من دمه يكفر الله ذنوبه كلها، ثم يرسل الله له بريطة (١)

<<  <  ج: ص:  >  >>