للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.


اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزول به، وأصبح فقيراً إلى رحمتك وأنت غنى عن عذابه وقد جئناك راغبين اليك شفعاء له - اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه وان كان مسيئا فتجاوز عنه ولقه برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين* قال وقال أبو عبد الله الزهرى من متقدمى أصحابنا في كتابه الكافى وغيره من أصحابنا فان كانت امرأة قال اللهم هذه أمتك ثم ينسق الكلام، ولو ذكرها على ارادة شخص جاز (قال أصحابنا) فان كان الميت صبيا أو صبية اقتصر على حديث اللهم اغفر لحينا وميتنا الخ "يعنى الخ حديث ابى هريرة الثانى من احاديث الباب" وضم اليه اللهم اجعله فرطا لأبويه وسلفا وذخرا وعظمة واعتبارا وشفيعا وثقل به موازينهما وافرغ الصبر على قلوبهما ولا تفتنهما بعده ولا تحرمهما اجره والله اعلم اهـ (قلت) وروى البخارى في صحيحه عن سعيد بن ابى عروبة انه سئل عن الصلاة على لصبى فأخبرهم عن قتادة عن الحسن أنه كان يكبر ثم يقرأ فاتحة الكتاب ثم يقول اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا واجرا، وروى نحوه البيهقى من حديث أبى هريرة (وعن الأعمش عن ابراهيم) قال ليس في الصلاة على الميت دعاء مؤقت في الصلاة فادع بما شئت (وعن موسى الجهنى) قال سالت الحكم والشعبي وعطاء ومجاهدا في الصلاة على الميت بشئ مؤقت فقالوا لا إنما أنت شفيع فاشفع بأحسن ما تعلم (وعن عمرو ابن شعيب) عن أبيه عن جده عن ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لم يقوموا على شئ في أمر الصلاة على الجنازة (روى هذه الآثار الثلاثة) ابن أبى شيبة في مصنفه ومعناها أنه لم يرد عن الشارع توقيف على قراءة أو أدعية مخصوصة لا يصح غيرها، بل لو دعا المصلى بأى لفظ كان أجزأه، ولكن اتباع ما ورد أفضل وأكثر ثوابا والله أعلم.
(الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية الدعاء للميت في صلاة الجنازة بالأدعية الواردة أو بعضها بدون تعيين دعاء مخصوص منها، وقد ذهب إلى مشروعية الدعاء للميت كافة العلماء (قال الشوكانى) انه ينبغى للمصلى على الميت أن يخلص الدعاء له سواء أكان محسنا أم مسيئاً، فان ملابس المعاصى أحوج الناس إلى دعاء اخوانه المسلمين وأفقرهم إلى شفاعتهم، ولذلك قدموه بين أيديهم وجاءوا به اليهم، لا كما قال بعضهم ان المصلى يلعن الفاسق، ويقتصر في المتلبس على قوله "اللهم ان كان محسنا فرد في احسانه، وان كان مسئيا فأنت أولى بالعفو عنه، فان الأول من اخلاص السب لا من اخلاص الدعاء، والثانى من باب التفويض باعتبار المسيء لا من باب الشفاعة والسؤال وهو تحصيل حاصل، والميت غنى عن ذلك (قال) واعلم أنه قد وقع في كتب الفقه ذكر أدعية غير المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم والتمسك بالثابت عنه أولى، واختلاف الأحاديث

<<  <  ج: ص:  >  >>