للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.


في ذلك محمول على أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو لميت بدعاء ولآخر بآخر، والذى أمر به صلى الله عليه وسلم الدعاء (وفي أحاديث الباب أيضا) دليل على أنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم جهر بالدعاء في صلاة الجنازة لما في حديث واثلة بن الأسقع أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على ميت ففهمت من صلاته عليهن اللهم اغفر له الخ" وفي لفظ عند مسلم "فحفظت من دعائه وهو يقول اللهم اغفر له - الحديث" (قال النووى) رحمه الله وفيه استحباب هذا الدعاء، وفيه اشارة إلى الجهر بالدعاء فى صلاة الجنازة، وقد اتفق أصحابنا على أنه ان صلى عليها بالنهار أسرّ بالقراءة، وإن صلى بالليل ففيه وجهان الصحيح الذي عليه الجمهور يسرّ والثانى يجهر، وأما الدعاء فيسرّ له بلا خلاف، وحينئذ يتأول هذا الحديث على أن قوله حفظت من دعائه أي علمنيه بعد الصلاة فحفظته اهـ (قلت) ويحتمل أن يقال إنه صلى الله عليه وسلم جهر بالدعاء في بعض الأحيان لقصد تعليمهم (وفيها أيضا) دليل على استحباب تسمية الميت باسمه واسم ابيع، وهذا ان كان معروفا، وإلا جعل مكان ذلك اللهم ان عبدك هذا أو نحوه، والظاهر أنه يدعو بالألفاظ الواردة في هذه الأحاديث سواء كان الميت ذكرا أو أنثى، ولا يحول الضمائر المذكورة إلى صيغة التأنيث اذا كان الميث أنثى، لأن مرجعها الميت، وهو يقال على الذكر والأنثى (واعلم) أنه لم يرد في أحاديث الباب تعيين مكان الدعاء في صلاة الجنازة إلا ما جاء في حديث عبد الله بن أبى أوفى أنه قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين يدعو، ثم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في الجنازة هكذا، وتقدم هذا الحديث في باب الرخصة في البكاء من غير نوح صحيفة ١٣١ ورقم ٩٩ من هذا الجزء، وهو لا يدل على اختصاص الدعاء بذلك الموضع، بل له مصلى أن يأتى بهذه الأدعية جملة بعد التكبير أو بعد التكبيرة الأولى أو الثانية أو الثالثة أو يفرقه بين كل تكبيرتين أو يدعو بين كل تكبيرتين بواحد من هذه الأدعية ليكون مؤدياً لجميع ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، وبتفريق الدعاء بين التكبيرات (قالت المالكية - وذهبت الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى أن محله بعد التكبيرة الثالثة والرابعة. وسيأتى مستندهم في أحاديث التتمة، والله أعلم.
(تتمة فيما ورد في القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة)
إعلم أرشدنى الله وإياك ما وجدت في مسند الأمام أحمد شيئاً ورد في القراءة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة ولا في صحيح مسلم أيضا، وقد وقفت على ما ورد في ذلك في بعض الأصول الأخرى، واليك ما ورد
(عن أبى أمامة بن مهل) أنه أخبره رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن السنة في الصلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>