للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال أبو بكر والله لأقاتلن قوما ارتدوا عن الزكاة، والله لو منعوني عناقا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم، قال عمر فلما رأيت الله شرح صدر أبي بكر لقتالهم عرفت أنه الحق

(١١) عن عبيد الله بن عبدالله بن عتيبة قال لما ارتد أهل الردة في زمان أبي بكر رضي الله عنه قال عمر كيف تقاتل الناس يا أبا بكر وقد قال


أ، هـ هو الداعي إلى الله عز وجل والمبين عنه معنى ما أراد فقدم اسمه ليكون سلوك الأمة في شرائع الدين على حسب ما ينهجه لهم، وأما التطهير والتزكية والدعاء منه صلى الله عليه وسلم لصاحب الصدقة، فإن الفاعل لها قد ينال ذلك كله بطاعة الله رسلوه صلى الله عليه وسلم فيها وكل، ثواب موعود على عمل من كان في زمنه صلى الله عليه وسلم فإنه باق غير منقطع، فبهذا ثبت أنهم كانوا بغاة ولذلك أمر ابو بكر رضي الله عنه بقتال أهل الردة جميعا ولم يستن منهم م نعى الزكاة (فقال له عمر كيف تقاتل هؤلاء القوم وهم يصلون) وكأن عمر رضي الله عنه لم يستحضر من هذا الحديث إلا هذا القدر الذي ذكره وإلا فقد وقع في رواية أخرى من حديث أبي هريرة وابن عمر زيادة، وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وتقدم ذلك آنفا (وفي رواية) للعلاء بن عبد الرحمن حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بما جئت به، وهذا يعم الشريعة كلها، ومقتضاه أن من جحد شيئا مما جاء به صلى الله عليه وسلم ودعى إليه فامتنع ونصب القتال تجب مقاتلته وقتله إذا أصر، ولذلك قال أبو بكر رضي الله عنه "والله لأقاتلن قومام ارتدوا عن الزكاة" وفي رواية للشيخين والإمام أحمد "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" يعني بأن قال أحدهما واجب دون الآخر. أو انكر وجوب أداء الزكاة إلى الإمام (فإن الزكاة حق المال) كما أن الصلاة حق البدن أي فدخلت في قوله إلا بحقه (١) بفتح العين بعدها نون وهو الأنثى من أولاد المعز، وقد احتج الشافعية وأبو يوسف بقوله عناقا على أن حول النتاج حول الأمهات وإلا لم يجز أحد العناق، وقال أبو حنيفة ومحمد لا تجب الزكاة في المسألة المذكورة، وجمل الحديث على المبالغة (٢) يعني فلما استقر عند عمر صحة قول أبي بكر وبان له صوابه تابعه على قتال القوم، وهو معنى قوله فعرفت أنه الحق، يشير إلى انشراح صدره بالحجة التي أدلى بها والبرهان الذي اقامه نصا ودلاله. والله أعلم (تخريجه) (ق. والثلاثة)

(١١) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>