قديم للشافعي رحمه الله وعامة أهل الحديث اهـ. وعلى هذا فالأمر فى قوله فجذوا مراد به أصحاب المال، وفى قوله ((فدعوا الثلث)) مراد به العمال على الصدقة، وقوله ((فان لم تجذوا أو تدعوا) يعنى الثلث كما صرح بذلك فى رواية أبى داود أى إن لم يقطع أرباب الأموال من الثمر شيئًا، أو إن لم يترك العمال الثلث فاتركوا الربع، قال ابن قدامة فى المغنى على الخارص أن يترك فى الخرص الثلث أو الربع توسعة على أرباب الأموال لأنهم يحتاجون إلى الأكل هم وأضيافهم ويطعمون جيرانهم وأهلهم وأصدقاءهم وسؤالهم، ويكون فى الثمرة الساقطة وينتابها الطير وتأكل منه المارة، فلو استوفى العامل الكل منهم أضربهم، وبهذا قال اسحاق وأبو عبيد، والمرجع فى تقدير المتروك الى الساعى باجتهاده، فان رأى الاكلة كثيرًا تر الثلث، وإن كانوا قليلًا ترك الربع ((وذكر حديث باب)) ثم قال وروى أبو عبيد باسناده عن مكحول قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث الخراص قال خففوا على الناس فان فى المال العرية والواطئة والأكلة اهـ. والعربية نخلات يهبها رب المال لشخص يجنى ثمارها، والواطئة المارة فى الطريق سموا بذلك لواطئهم بلاد الثمار مجتازين، والأكلة أرباب الثمار وأقاربهم وجيرانهم والله أعلم (تخريجه) (أخرجه الثلاثة) وأخرجه أيضًا (حب ك) وصححاه، وفى إسناده عبد الرحمن بن مسعود بن نيار الراوى عن ابن أبى حثمة، وقد قال البزار إنه انفرد به، وقال ابن القطان لا يعرف حاله (قال الحاكم) وله شاهد باسناد متفق على صحته أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أمر به (زوائد الباب) (عن عتاب بن أسيد) أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم (د. مذ جه. حب) (وعنه أيضًا) قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرص العنب كما يخرص النخل فتؤخذ زكاته زبيبًا كما تؤخذ صدقة النخل تمرًا (د. مذ. نس. حب. قط) ومدار هذا الحديث والذى قبله على سعيد بن المسيب عن عتاب، وقد قال أبو داود لم يسمع منه، وقال المنذرى انقطاعه ظاهر، لأن مولد سعيد فى خلافة عمر ومات عتاب يوم مات أبو بكر رضى الله عنهما، وسبقه إلى ذلك ابن عبد البر والله أعلم (وعن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن حزم) قال إنما خرص ابن رواحة على أهل خيبر عامًا واحدًا فأصيب يوم مؤتة ثم إن جبار بن صخر بن خنسًا كان يبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ابن رواحة فيخرص عليهم أورده الهيثمى، وقال رواه الطبرانى فى الكبير وهو مرسل وإسناده صحيح (وعن رافع ابن خديج) أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يبعث فروة بن عمرو يخرص النخل فاذا دخل الحائط حسب ما فيه من الأفناء ثم ضرب بعضها على بعض على ما فيها ولا يخطئ (طب) وفي