للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[حجة من قال بوجوب الزكاة فى العمل]-

(١١) باب ما جاء في زكاة العسل

(٦٢) عن أبى سيَّارة المتعىِّ رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله إنَّ لى نحلًا، قال أدِّ العشور قال قلت يا رسول الله احمها لى فحماها لى، قال عبد الرحمن احم لى جبلها، قال فحمي لي جبلها


(٦٢) عن أبي سيارة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع وعبد الرحمن عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن أبى سيارة قال عبد الرحمن المتعى قال قلت يا رسول الله- الحديث)) (وقوله المتعى) بضم الميم وفتح التاء المثناة نسبة أبى سيارة، والمعنى أن عبد الرحمن أحد الراويين اللذين روى عنهما الأمام أحمد هذا الحديث قال فى روايته عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن أبى سيارة المتعى فزاد فى روايته المتعى، أما وكيع وهو الثانى فذكر الحديث بالسند المذكور ولم يقل المتعى بل قال عن أبى سيارة، قال قلت يا رسول الله- الحديث)) (غريبه) (١) أى عشر عسل النحل (٢) أى احفظ لى مرعاها من أن يرعاها الناس (قال الخطابى) رحمه الله معناه أن النحل إنما ترعى من البقل والنبات أنوارها وما رخص ونعم منها، فاذا حميت مراعيها قامت فيها وأقبلت تعسل فى الخلايا فكثرت منافع أصحابها، وإذا شوركت فى تلك المراعى نفرت عن تلك المواضع وأمعنت فى طلب المرعى فيكون ريعها حينئذ أقل، قال وقد يحتمل رجهًا آخر وهو أن يكون ذلك بأن يحمى لهم الوادى الذى يعمل فيه، فلا يترك أحدًا أن يتعرض للعسل، وذلك أن سبيل العسل سبيل المياه والمعادن والصيود وليس لأحد عليها ملك، وإنما تملك باليد لمن سبق اليها، فاذا حمى له الوادى ومنع الناس منه فلا يجتازه هؤلاء القوم وجب عليهم بحق الحماية إخراج العشر منه، قال ويدل على هذا التأويل قوله فانما هو ذباب غيث يأكله من شاء (يعنى كما فى رواية أبى داود) ومعنى هذا الكلام أن النحل إنما تتبع مواقع الغيث أو حيث يكثر المرعى، وذلك شأن الذباب لأنها تألف الغياض والمكان المعشب اهـ (٣) هو أحد الروايين المتقدم ذكرهما يعنى أنه روى الحديث بلفظ ((احم لى جبلها)) فزاد جبلها فى روايته، أما وكيع فرواه بلفظ ((يا رسول الله احمها لى)) والمراد بالجبل هنا الوادى كما صرح بذلك فى رواية أبى داود (تخريجه) قال الحافظ فى التلخيص رواه (د. جه. هق) من رواية سليمان بن موسى عن أبى سيارة وهو منقطع، قال البخارى لم يدرك سليمان أحدًا من الصحابة وليس

<<  <  ج: ص:  >  >>