أن يختم كتابي بهذا الحديث الصحيح الذي رواه أيضا مسلم والترمذي والنسائي بل بآية قرآنية يؤخذ منها بأعظم تبشير وأحسن فأل، هذا سبب سروري واغتباطي، واستئناف العمل بكل نشاط واجتهاد لا يعرف الملل، فابتدأت قرآة المسند للمرة الثانية لأجل وضع الرمز على زوائد عبد الله وتمييزها عن المسند وفي هذه المرة ألهمني الله تعالى وضع رموز أيضا على زوائد القطيعي وما وجده عبد الله بخط ابيه الى آخر ما أشرت إليه في المقصد السادس حتى انتهي الكتاب (ثم قرأته للمرة الثالثة للتبيض) وفي هذه المرة أحكمت وضع الأبواب وترتيب الأحاديث بروية واتقان، وكنت كلما اعتراني ملل انظر الى حديث الرؤية فانشط للعمل، وما زلت كذلك حتى انتهيت من تبيضه في نهاية عام ١٣٥١ هجرية وإذ ذاك ألهمني الله تعالى عمل التعليق وذكر السند الى آخر ما أشرت إليه في مقدمة التعليق وهذا يستلزم قراءته فتكون المرة الرابعة، وسأقرأه ان شاء الله تعالى للمرة الخامسة عند تصحيحه أثناء الطبع والله الموفق.
المقصد الثامن: في كيفية ترتيب الكتاب وتقسيمه الى سبعة أقسام
اعلم أرشدني الله واياك الى ما فيه الخير والصلاح ان الله تعالى اختار لهذا الكتاب تقسيما عجيبا ما كان يخطر لي على بال، وكنت قسمته قبل ذلك مرات متعددة لم تطمئن نفسي لواحدة منها، فسألت الله تعالى أن يختار لي ما فيه الخير، فألهمني جل شأنه هذا التقسيم العجيب الذي لا أعلم أحدا سبقني إليه (وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) فانشرح له صدري واطمأن به قلبي، وذلك أني جعلته سبعة أقسام ولست أقصد بهذا التقسيم تساوي الأقسام في عدد الأحاديث، أو مقدار الكراريس كلا، بل باعتبار الفنون وان كان بعضها أطول من بعض فكل قسم منها يصلح أن يكون مؤلفا مستقلا مقدما الأهم فالمهم مبتدئا بقسم التوحيد وأصول الدين لأنه أول ما يجب على المكلف معرفته، ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم