للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[حديث سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله]-

(٩) باب ما جاء فى صدقة السر

(٢٤٥) عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال سبعةٌ يظلُّهم الله فى ظلِّه (١) يوم لا ظلَّ إلَّا ظلُّه، الإمام العادل، وشابٌّ نشأ بعبادة الله، ورجلٌ قلبه متعلِّقٌ بالمساجد، ورجلان تحابَّا فى الله عزَّ وجلَّ اجتمعا عليه وتفرَّقا


والصدقة (والثاني) الأذن المفهوم من اطراد العرف والعادة، كأعطاء السائل كسرة ونحوها مما جرت العادة به واطَّرد العرف فيه، وعلم بالعرف رضاء الزوج والمالك به، فأذنه فى ذلك حاصل وإن لم يتكلم، وهذا إذا علم رضاه لاطراد العرف وعلم أن نفسه كنفوس غالب الناس فى السماحة بذلك والرضا به، فان اضطرب العرف وشك فى رضاه أو كان شخصا يشح بذلك وعلم من حاله ذلك أو شك فيه لم يجز للمرأة أو غيرها التصدق من ماله إلا بصريح إذنه، وأما قوله صلى الله عليه وسلم (وما أنفقت من كسبه من غير أمره فان نصف أجره له) فمعناه من غير، أمره الصريح فى ذلك القدر المعين ويكون معها إذن عام سابق متناول لهذا القدر وغيره وذلك الأذن الذى قد بيناه سابقا، إما بالصريح وإما بالعرف، ولابد من هذا التأويل لأنه صلى الله عليه وسلم جعل الأجر مناصفة، وفى رواية أبى داود "فلها نصف أجره" ومعلوم أنها إذا أنفقت من غير إذن صريح ولا معروف من العرف فلا أجر لها بل عليها وزر، فتعين تأويله (واعلم) أن هذا كله مفروض فى قدر يسير يعلم رضا المالك به فى العادة، فان زاد على المتعارف لم يجز. وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم "وإذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة" فأشار صلى الله عليه وسلم إلى أنه قدر يعلم رضا الزوج به فى العادة، ونبه بالطعام أيضا على ذلك لأنه يسمح به فى العادة، بخلاف الدراهم والدنانير فى حق أكثر الناس وفى كثير من الأحوال، واعلم أن المراد بنفقة المرأة والعبد والخازن النفقة على عيال صاحب المال وغلمانه ومصالحه وقاصديه من ضيف وابن سبيل ونحوهما، وكذلك صدقتهم المأذون فيها بالصريح أو العرف والله أعلم اهـ كلام النووى
(٢٤٥) عن أبي هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثنى خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم "الحديث" (غريبه) (١) قال القاضى عياض رحمه الله اضافة الظل الى الله تعالى اضافة ملك وكل ظل فهو لله وملكه وخلقه وسلطانه، والمراد هنا ظل العرش كما جاء فى حديث آخر مبينا، والمراد يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين، ودنت منهم الشمس

<<  <  ج: ص:  >  >>