للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[من تصدق بصدقة فأخفاها يكون فى ظل الله تعالى يوم القيامة]-

عليه، ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ أخفاها لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (١) ورجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجلٌ دعته ذات منصبٍ وجمالٍ إلى نفسها فقال أنا أخاف الله عزَّ وجلَّ

(٢٤٦) عن أبى ذرٍّ رضي الله عنه وقد سأل رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم عن أشياء منها الصَّدقة قال (قلت) يا رسول الله فالصَّدقة؟ قال أضعافٌ مضاعفةٌ (٢) قلت يا رسول الله فأيُّها أفضل؟ قال جهدٌ من مقلٍّ (٣)


واشتد عليهم حرّها وأخذهم العرق ولا ظل هناك لشئ إلا للعرش، وقد يراد به هنا ظل الجنة وهو نعيمها والكون فيها كما قال تعالى {وندخلهم ظلا ظليلا} قال القاضى وقال ابن دينار المراد بالظل هنا الكرامة واكنف والكف عن المكاره فى ذلك الموقف، قال وليس المراد ظل الشمس (قال القاضى) وما قاله معلوم فى اللسان؛ يقال فلان فى ظل فلان أى فى كنفه وحمايته، قال وهذا أولى الأقول، وتكون اضافته الى العرش لأنه مكان التقريب والكرامة، والا فالشمس وسائر العالم تحت العرش وفى ظله اهـ (١) قال العلماء ذكر اليمين والشمال مبالغة فى الأخفاء والاستتار بالصدقة، وضرب المثل بهما لقرب اليمين من الشمال وملازمتها لها، ومعناه لو قدرت الشمال رجلا متيقظا لما علم صدقة اليمين لمبالغته فى الأخفاء، ونقل القاضى عياض عن بعضهم أن المراد من عن يمينه وشماله من الناس، وصوّب النووى الأول والله أعلم، وقد اقتصرت فى شرح الحديث على هذا المقدار لضرورته هنا، وسيأتي الحديث بشرحه مستوفى فى الباب السابع من السباعيات من كتاب الأدب والمواعظ والحكم ان شاء الله تعالى (تخريجه) (ق) عن أبى هريرة. ورواه (لك. مذ) عن أبى هريرة وأبي سعيد على الشك
(٢٤٦) عن أبى ذر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا المسعودى أنبأني أبو عمر الدمشقى عن عبيد بن الخشخاش عن أبى ذر - الحديث" (غريبه) (٢) يعنى أن الله عز وجل يضاعفها من عشرة أضعاف الى سبعمائة ضعف حسب اخلاص المتصدق ونيته، وقد يضاعفها الله عز وجل أكثر من ذلك كما قال تعالى {مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء} (٣) المقل الفقير قليل المال يعنى أن أفضل الصدقة صدقة الفقير

<<  <  ج: ص:  >  >>