للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[لكل أهل عمل باب من أبواب الجنة - وباب الصائمين يقال له الريان]-

فإذا دخلوه أغلق فلم يدخل منه غيرهم (١)

(٨) عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلِّ أهل عملٍ بابٌ من أبواب الجنَّة يدعون بذلك العمل (٢) ولأهل الصِّيام بابٌ يدعون منه يقال له الرَّيَّان (٣) فقال أبو بكرٍ يا رسول الله هل أحدٌ يدعى من تلك الأبواب كلِّها؟ (٤) قال نعم. وأنا أرجوا أن تكون منهم يا أبا بكرٍ


ابن إسحاق عن أبى حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للجنة بابا يدعى الريان يقال يوم القيامة أين الصائمون فا ١ ادخلوه أغلق فلم يدخل منه غيرهم، قال فلقيت أبا حازم فسألته فحدثنى به غير أنى لحديث عبد الرحمن أحفظ (١) كرر نفى دخول غيرهم منه تأكيدًا (وأما قوله فلم يدخل) فهو معطوف على أغلق أى لم يدخل منه غير من دخل، وفيه فضيلة الصيام وكرامة الصائمين وما لهم من المنزلة العليا عن دالله عز وجل (تخريجه) (ق. نس. مذ. خز. ش) وزاد الترمذى "ومن دخله لم يظمأ أبدا" وزاد ابن خزيمة "من دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا" ونحوه للنسائى والأسماعيلى من طريق عبد العزيز ابن حازم عن أبيه لكنه وقفه (قال الحافظ) وهو مرفوع قطعًا لأن مثله لا مجال للرأى فيه
(٨) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يزيد قال أنا محمد بم عمرو عن الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن أبى هريرة الحديث" (غريبه) (٢) فيه دلالة على أن للجنة أكثر من ثمانية أبواب، لأن الأعمال اكثر من ذلك العدد، ويمكن ان يقال الأبواب الرئيسية ثمانية يدعى من احدها كل من اشتهر بعمل من الأعمال المهمة كالصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك، فمن أدى فرائض الصلاة قى أوقاتها مثلا وأكثر من نوافلها وكان يؤدى الزكاة، ولكنه لا يتصدق تطوعا إلا يسيرا، فهذا يدعى من باب الصلاة، ومن كما يؤدى الزكاة المفروضة ويتصدق كثيرا تطوعا مع أداء الصلاة المفروضة ولكنه مقصر فى النوافل، فهذا يدعى من باب الزكاة وهكذا (٣) فى تخصيص باب الصيام بالذكر دلالة على فضل الصيام والصائمين (٤) يعنى والله أعلم هل يوجد أحد يحافظ على جميع الأعمال فرضها ونفلها حتى يدعى من تلك الأبواب جميعها؟ قال نعم. وأنا أرجو أن تكون منهم يا أبا بكر، ومعلوم أن رجاء النبى صلى الله عليه وسلم من ربه واقع بلا شك بل وقع صريحا فى حديث ابن عباس عند ابن حبان بلفظ "قال أجل. وانت هو يا أبا بكر" ففى هذا منقبة عظيمة لأبى بكر رضى الله عنه، وفيه أن أعمال البر قل أن تجتمع جميعها لشخص واحد

<<  <  ج: ص:  >  >>