للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) باب فضل تعجيل الفطر وما يستحب الإفطار به

(٦٨) عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الدين ظاهراً (١) ما عجل الناس الفطر، إن اليهود والنصارى يؤخرون

(٦٩) وعنه أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم


تذكير العالم بما يخشى أن يكون نسيه وترك المراجعة له بعد ثلاث، وأن الصحابي لم يراجع النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن رأى أثر الضوء والحمرة التي بعد غروب الشمس فظن أن الفطر لا يحل إلا بعد ذهاب ذلك واحتمل عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرها فأراد تذكيره وإعلامه بذلك، ويؤيد هذا قوله (عليك نهار) لتوهمه أن ذلك الضوء من النهار الذي يجب صومه، وهو معنى قوله (لو أمسيت) أي تأخرت حتى يدخل المساء، وتكريره المراجعة لغلبة اعتقاده على أن ذلك نهار يحرم فيه الأكل مع تجويزه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينظر إلى ذلك الضوء نظراً تاماً فقصد زيادة الأعلام ببقاء الضوء (وفيه بيان) ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم من الخلق العظيم حيث لم يزجر بلفظ جامع شامل، فقد خصه الله عز وجل بجوامع الكلم صلى الله عليه وسلم.
(٦٨) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد قال أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ـ الحديث (غريبه) (١) أي لا يزال دين الغسلام واضحاً أو عالياً أو غالباً على غيره من الأديان الأخرى (وقوله ما عجل الناس الفطر) (ما) ظرفية أي مدة تعجيل الناس فطرهم بعد تحقق غروب الشمس مباشرةً امتثالاً للسنة وعملاً بها، فهم بخير ما داموا محافظين على ذلك (وقوله إن اليهود والنصارى يؤخرون) لفظ أبي داود (لأن اليهود الخ) بلام التعليل، قال الطيبي في هذا التعليل دليل على أن قوام الدين الحنفي على مخالفة الأعداء من اهل الكتاب وأن في موافقتهم تلفاً للدين أهـ (تخريجه) (د. نس. ك) وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي، وأخرجه أيضاً ابن ماجه بلفظ (ل يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون) وأخرجه الدارمي والبخاري عن سهل بن سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر.
(٦٩) وعنه أيضاً (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الوليد ثنا الأوزاعي حدثني قرة عن الزهري عن ابي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>