(١٥١) عن ابن عباس {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ووكيع المعنى قالا حدثنا الأعمش ومجاهد قال وكيع سمعت مجاهدا يحدث عن طاوس عن ابن عباس «الحديث» {غريبه} أعاد الضمير إلى القبرين مجازا والمراد من فيهما (وقوله وما يعذبان في كبير) قيل إنه ليس بكبير في مشقة الاحتراز من ذلك وقد جزم به البغوي وغيره، ورجحه ابن دقيق العيد وجماعة وقيل ليس بكبير بمجرده، وإنما صار كبيرا بالمواظبة عليه ويرشد إلى ذلك السياق، فإنه وصف كلا منهما بما يدل على تجدد ذلك منه واستمراره عليه للإتيان بصيغة المضارعة بعد كان. أفاده الحافظ في الفتح أي لا يستبرئ منه ولا يتطهر ولا يستبعد منه (نه)، وفي رواية عند الشيخين وغيرهما (لا يستتر) أي لا يجعل بينه وبين بوله سترة؛ يعني لا يتحفظ منه، وهي بهذا المعنى موافقة لرواية لا يستنزه المذكورة في حديث الباب، وهي عند مسلم وأبي داود أيضا، قال الشوكاني رحمه الله وأجراه بعضهم على ظاهره، فقال معناه لا يستر عورته، وضعف لأن التعذيب لو وقع على كشف العورة لااستقل الكشف بالسببية واطرح اعتبار البول، وسياق الحديث يدل على أن للبول بالنسبة إلى عذاب القبر خصوصية فالحمل على ما يقتضيه الحديث المصرح بهذه الخصوصية أولى، وفي رواية لابن عساكر لا يستبرئ بموحدة ساكنة من الاستبراء، وهو استفراغ بقية البول واستنقاء موضعه ومجراه حتى يستبرئهما منه، يقال استبرأت من البول أي تنزهت عنه هو وكيع بن الجراح أحد رجال السند قال النووي رحمه الله النميمة نقل الكلام الغير بقصد الإضرار وهي من أقبح القبائح {تخريجه} (ق والأربعة) وهو طرف من حديث سيأتي بتمامه في باب عذاب القبر من كتاب الجنائز (فائدة) حقق الحافظ أن المقبورين كانا مسلمين وأنهما دفنا بالبقيع ولم يحضرهما النبي صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم (من دفنتم اليوم ههنا) ولم يعلم اسمهما ولا أحدهما، والظاهر أن ذلك كان على عمد من