اختلف العلماء في هذه المرأة من هي من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم, فقيل هي زينب بنت جحش, وقيل سودة بنت زمعة, وقيل أم سلمة, ويؤيد الأخير ما رواه سعيد بم منصور في سننه بسنده عن خالد"يعنى الحذاء" عن عكرمة أن أم سلمة كانت عاكفة وهي مستحاضة وربما جعلت الطست تحتها (قال الحافظ) وهذا أولى ما فسرت به هذه المرأة لاتحاد المخرج, وقد أرسله اسماعيل بن علية عن عكرمة, ووصله خالد الطحاوى ويزيد بن زريع وغيرهما بذكر عائشة فيه, ورجح البخارى الموصول فأخرجه, وقد أخرج ابن أبي شيبة عن إسماعيل ابن علية هذا الحديث كما أخرجه سعيد بن منصور بدون تسمية أم سلمة والله أعلم (٢) الصفرة ماء أصفر يشبه الصديد, والحمرة الدم. إلا أنه ليس كدم الحيض, وقد جاء هذا الحديث نفسه من طريق خالد بن عكرمة عن عائشة عند البخارى مصرحا بالدم بدل الحمرة (ولفظه) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم فربما وضعت الطست تحتها (ولأبى داود والبخارى) عم أم عطيه رضى الله عنه قالت"كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا" إلا أن البخارى لم يذكر "بعد الطهر" قال النووى رحمه الله في شرح المهذب قال الشيخ أبو حامد في تعليقه هما ماء أصفر وماء كدر وليسا دم, (وقال أمام الحرمين) هما شيء كالصديد يعلوه صفرة وكدرة وليسا على لون شئ من الدماء القوية والضعيفة اهـ والمعنى أن ما خرج من المرأة بعد مدة الحيض على هذه الصفة لا يعد دم حيض, بل دم استحاضة لا يمنع شيئا من موانع الحيض والله أعلم (٣) أصله الطس بالتضعيف فأبدلت احدى السينيين تاء للاستثقال, فاذا جمعت أو صغرت ردت إلى أصلها فقلت طساس وطسيس, وفي اللغة البلدية بالشين المعجمة؟ ويجمع على طشوت قاله العينى, والحكمة في وضع الطست تحتها ليلاقى الدم خوفا من تلويث المسجد (تخرجه) (خ. د. نس. جه) (٣١٧) وعنها أيضا (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا قتيبة بن سعيد قال ثناليث بن سعيد عن عقيل عن الزهرى عن عروة عن عائشة- الحديث"