(٢) القائل هو أبو النضر الراوى عن أبى سعيد (٣) لفظ مسلم قال أجل (أى نعم) نحن أحق بذلك منكم، وإنما قال ذلك أبو سعيد رضى الله عنه لانه من أصحاب النبى صلى الله عليه وأقرب إليه وأعرف بكلامه منه، وأبو النضر تابعى (وقوله فما التاسعه والسابعة والخامسة) هذه الجملة مقول أبى النضر يستفهم من أبى سعيد، ولفظ مسلم (قال قلت ما التاسعة والسابعة والخامسة؟) (٤) يعنى ليلة ثنتين وعشرين، ولفظ مسلم (قال إذا مضت واحدة وعشرون فالتى تليها ثنتين وعشرين وهى التاسعة) وقولة ثنتين وعشرين. هكذا وقع فى رواية مسلم بالياء التحتية وصوَّبه النووى قال وهو منصوب بفعل محذوف تقديره أعنى ثنتين وعشرين. وهى تاسعة بالنظر إلى ما بقى من الشهر على أنه ثلاثون يوما، وكذا يقال فى قوله والتى تليها السابعة، أى بالنظر إلى ما بقى من الشهر على أنه ثلاثون يوما ويقال ذلك أيضا فى قوله والتى تليها الخامسة، وهذا لا ينافى قوله فى الحديث الآتى (ابتغوها فى العشر الأواخر فى الوتر منها) لأن الغرض مما هنا انما هو بيان معنى التاسعة والسابعة والخامسة فأنها تطلق على ثنتين وعشرين وأربع وعشرين وست وعشرين باعتبار كون الشهر ثلاثين يوما، وليس المراد بيان كون ليلة القدر قيها لانه يصير مخالفا لما صح من أنها الأوتار فى حديثه الآتى وأحاديث غيره من الصحابة، وعليه فيكون معنى قوله فالتمسوها فى التاسعه والسابعة والخامسة أى فى الليلة التى تبقى التاسة بعدها، وهى ليلة احدى وعشرين وفى الليلة التى تبقى السابعة بعدها، وهى ليلة ثلاث وعشرين، وفى الليلة التى تبقى الخامسة بعدها وهى ليلة خمس وعشرين،