للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما كان عليه مسجد النبى صلى الله عليه وسلم فى حياثه- وطلب ليلة القدر فى العشر الأواخر]-

إنِّي رأيت ليلة القدر ثُمَّ أنسيتها فأرانى أسجُدُ فى ماءٍ وطينٍ، فمن اعتكف معى فليرجع إلى معُتكفه، ابتغُوها فى العشر الأواخر فى الوتر منها، وهاجت علينا السَّماء آخر تلك العشيَّة وكان سقف المسجد عريشًا من جريدٍ فوكف، قوا الذّى هُو أكرامهُ وأنزل عليه الكتاب لرأيتُهُ يُصلى بنا صلاة المغرب ليلة إحدى وعشرين وإن جبهتهُ وأرنبة أنفه فى الماء والطين


رواية الإمام أحمد (وقوله وأرى ليلة القدر) بضم الهمزة وكسر الراء البناء لغير معين وهى من الرؤيا، أى اُعلم بها أو من الؤية، أى أبصرها وهى رؤيا منامية، وإنما أرى علامتها وهو السجود فى الماء والطين كما صرح بذلك فى قوله (فأرانى أسجد فى ماء وطين) والمعنى أنه رآى النوم من يقول له ليلة القدر كذا وعلامتها كذا، وليس معناه أنه رآى ليلة القدر نفسها (١) أى أمطرت السماء (آخر تلك العشية) يعنى عشية ليلة احدى وعشري (٢) يعنى مظللا بالجريدو والخوص ولم يكن محكم البناء بحيث يمنع المطر الكثير (وقوله فوكف) أى سال ماء المطر من سقف المسجد (٣) هكذا بالأصل (صلاة المغرب) والظاهر أنه خطأ، والصواب صلاة الصبح كما فى جميع الروايات فى الصحيحين وغيرهما (ففى صحيح مسلم) فوكف المسجد امصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر اليه وقد انصرف من صلاة الصبح ووجهه مبتل طينآ وماء (وفى البخارى) فوكف المسجد فى مصلى النبى صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين فبصرت عينى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظرت اليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينا وماء (وعند غيرهما) كذلك، وهذه الروايات هى التى تنفق مع سياق الحديث لأنه يقول فيه وهاجت السماء آخر تلك العشية، ومعنى العشية لغة من المغرب إلى ربع الليل، وقيل إلى العتمة، وآخر العشية بعد العشاء الآخرة قطعا، وعلى كل حال فالمطر لم يقع إلا بعدها، فثبت ذلك أن الصلاة التى صلاها النبى صلى الله عليه وسلم وابتل فيها وجهه بالماء والطين هى صلاة الصبح صبيحة ليلة إحدى وعشرين كما صرح بذلك فى رواية أبى داود ففيها، قال أبو سعيد فأبصرت عيناى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين، ويستفاد ذلك من رواية البخارى أيضا والله أعلم (٤) هى طرف الأنف (تخريجه) أخرجه البخارى ومسلم والأمام مالك وأبو داود والنسائي

<<  <  ج: ص:  >  >>