للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[تحقيق أن ليلة القدر باقية إلى يوم القيامة]-

.....


(القول الثاني) أنها رفعت أصلا ورأسا، حكاه المتولى فى التتمة عن الروافض والفاكهانى فى شرح العمدة عن الحنيفة (قال الحافظ) وكأنه خطأ منه، والذى حكاه المروجى أنه قول الشيعة، وقد روى عبد الرازق من طريق داود بن أبى عاصم عن عبد الله بن يخنس قلت لأبى هريرة زعموا أن ليلة القدر رفعت، قال كذب من قال ذلك، ومن طريق عبد الله بن اهـ وحجتهم ما جاء فى حديث عبادة بن الصامت وتقدم فى الفصل الرابع من قوله صلى الله عليه وسلم (فتلاحى رجلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم) وتقدم الكلام على ذلك فى شرحه وأن المراد برفعها رفع علمه بعينها ذلك الوقت، ولو كان المراد رفع وجودها لم يأمر بالتماسك، وهذا القول غلط ظاهر وخطأ بين. لأنه جاء فى الحديث نفسه عقب قوله فرعت (وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها فى التاسعة أو السابعة أو الخامسة- الحديث) (وفى حديث أبى ذر) المذكور فى الفصل الثانى التصريح بأنها باقية إلى يوم القيامة، فهذا القول مردود لا قيمة له (القول الثالث) أنها ممكنة فى جميع النة. وهو قول مشهور (عن الحنيفة) حكاه قاضيخان وأبو بكر الرزى منهم، وروى مثله عن ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وغيرهم، وزيف المهلب هذا القول وقال لعل صاحبه بناه على دوران الزمان ليقصان الأهلة وهو فاسد. لأن ذلك لم يعتبر فى صيام رمضان فلا يعتبر فى غيره حتى تنتقل ليلة القدر عن رمضان، ومأخذ ابن مسعود كما ثبت فى صحيح. مسلم وعند الأمام أحمد (وتقدم فى الفصل الثامن) عن أبى بن كعب أنه أراد أن لا يتكل الناس (القول الرابع) أنها مختصة برمضان ممكنة فى جميع لياليه (قال الحافظ) وهو قول ابن عمر، رواه ابن أبى شبيبة بإسناد صحيح عنه. وروى مرفعا عنه أخرجه أبو داود (قلت) ولفظه عن ابن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسمع عن ليلة القدر فقال هى فى كل رمضان، قال أبو داود رواه سفيان وشعبة عن أبى إسحاق موقوفا على ابن عمر لم يرفعاه إلى النبى صلى الله عليه وسلم (قال الحافظ) وفى شرح الهداية الجزم به (عن أبى حنيفة) وقال به ابن المنذر والمحاملى (وبعض الشافعية) ورجحه السبكى فى شرح المناهج. وحكاه ابن الحاجب رواية. وقال السروجى فى شرح الهداية قال أبو حنيفة إنها تنتقل فى جميع رمضان، وقال صاحباه إنها فى ليلة معينه منه مبهمة، وكذا قال النسقى فى المنظومة
وليلة القدر بكل شهر ... دائرة وعيَّناها فادر
(القول الخامس) أنها أول ليلة من رمضان، حكى عن أبى رزين العقيلى الصحابى، وروى ابن أبى عاصم من حديث أنس قال ليلة القدر أول ليلة من رمضان، قال ابن عاصم لا نعلم أحدا قال ذلك غيره (القول السادس) أنها ليلة سبع عشرة من رمضان رواه ابن أبى شيبة والطبرانى من حديث زيد بن ثابت وتقدم فى الزوائد وسنده ضعيف، ورواه الطبراني في

<<  <  ج: ص:  >  >>