(ومن ثم) أخذت أعمل في اختصار الشرح ولم أفكر في طبعه الآن ولم يخطر ذلك على بال، وبينما أنا مجد في عملي إذ حظر لدي أحد الأصدقاء المخلصين: والعلماء الصوفيين الداعيين إلى الله عز وجل اشترى نسخة من بدائع المنن، ثم قال لي لماذا طبعت بدائع المنن ولم تطبع الجزء الرابع عشر والخامس عشر من الفتح الرباني بدله؟ فقلت مهلا يا أخي فإني ما طبعت بدائع المنن إلا وجعله وسيلة للإنفاق على طبع الفتح الرباني ثم ذكرت له كل ما تقدم وما شرعت فيه من الاختصار، فوافق عليه وبدت علائم الأسف على وجهه ثم انصرف، وبع يومين حضر معه رجلين صالحين أحدهما تاجر والثاني مهندس وأخبرني أنه اتفق معهما وآخرين على مساعدتي بإعطائي شيئا من المال قرضة أستعين به على طبع الكتاب: ثم دفعه إلي فعلا بالمجلس وقال أن هذا المبلغ لا يرد إلا بعد طبع الكتاب وتوزيعه: فشكرت لهم هذا الصنيع ودعوت الله أن يبارك لهم في مالهم وأولادهم وأن يكثر من أمثالهم: فكان هذا المال سببا في شراء الورق، أما أجرة الطبع فستكون إن شاء الله تعالى مما يباع من بدائع المنن ومن المطبوع من الفتح الرباني: وقد عودني الله عز وجل الإعانة في مآزق فله الحمد والمنة: وقد أرسلت الأصول إلى المطبعة وشرع العمال في جمع الملزمة الأولى نسأل الله عز وجل الإعانة على التمام وحسن الختام. ٢١ جمادى الثانية سنة ١٣٧٠ هـ ... المؤلف