للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٣١ -

مدح الخيل وفضل اقتناءها للجهاد في سبيل الله عز وجل

-----

(أبواب ما جاء الخيل وفضل اقتناءها للجهاد وما يستحب ويكره منها وغير ذلك)

(باب في مدح الخيل وفضل اقتناءها للجهاد في سبيل الله عز وجل) (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخيل فقال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: وهي لرجل أجر، وهي لرجل ستر، وهي رجل وزر، فأما الذي هي له أجر، الذي يتخذها ويحبسها في سبيل الله فما غيبت في بطونها فهو له أجر: وإن استنت منه شرفا أو شرفين كان له في كل خطوة خطاها أجر، ولو عرض له نهر فسقاها منه كان له بكل قطرة غيبته في بطونها أجر، حتى ذكر الأجر في أروائها وأبوابها الحديث (وعنه أيضا) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا لموعده كان شبعا وريه وبوله وروثه حسنات في ميزانه يوم القيامة (عن أسماء بنت يزيد) رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل في نواصيها الخير معقود أبدا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله وأنفق عليها احتسابا في سبيل الله فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبو لها فلاح في موازينه يوم القيامة، ومن ربطها رياء أو سمعة وفرحا ومرحا فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها


صلى الله عليه وسلم ونستعد للمستقبل، والله نسأل أن يوفق ولاة أمورنا لما فيه الخير للإسلام والمسلمين آمين (باب) هذا طرف من حديث طويل تقدم بتمامه وسنده وشرحه في باب افتراض الزكاة صحيفة ١٩٣ رقم ١٢ من كتاب الزكاة في الجزء الثامن (غريبة) يعني من العلف والماء معنى استنت أي جرت والشرف بفتح الشين المعجمة والراء هو العالي من الأرض جاء في رواية لمسلم (وكتب له عدد أروائها وأبوا لها حسنات) (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا إبراهيم ثنا ابن مبارك عن طلحة عن أبي سعيد سمعت سعيد المقبري يحدق أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) لفظ الرفس يطلق على الذكر والأنثى من الخيل واحتباسه وقفة للجهاد (وقوله إيمانا بالله) أي ابتغاء مرضاة الله وامتثالا لأمره حيث قال (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل الآية) أي بالموعود به في قوله تعالى (وما تنفقوا بشيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) أي ثواب ذلك لا أن الأرواث بعينها توزن، قال الحافظ وفيه أن المرء يؤجر بنيته كما يؤجر العامل وأنه لا بأس بذكر الشيء المستقذر بلفظه للحاجة لذلك (تخريجه) (خ نس. وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا النضر ثنا عبد الحميد حدثني شهر بم حوشب قال حدثني أسماء بنت يزيد الخ (غريب) أي أعدها للجهاد، وأصله من الربط، ومنه الرباط وهو حبس الرجل نفسه في الثغر وإعداده الأهبة لذلك أي عدد جزئيات هذه الأشياء حسنات في موازينه نصب للتعليل أي لأجل الرياء والسمعة وهو إظهار الطاعة ليقال إنه ربطها في سبيل الله وباطنه بخلاف ذلك (وفرحا) أي مما يقال عنه، والمرح مثل الفرح وزنا ومعنى (وقوله فإن شبعها وجوعها الخ) أي عدد جزئيات هذه الأشياء

<<  <  ج: ص:  >  >>