للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٤٢ -

فضل عتق الرقبة المسلمة لا سيما إذا كانت من أصل عربي

-----

(عن معاذ بن جبل) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مكن أعتق رقبة مؤمنة فهي فداؤه من النار (عن مالك بن عمرو القشري) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أعتق رقبة مسلمة فهي فدائه من النار قاتل عفان مكان كل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه، ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله: ومن ضم يتيما من بين أبوين مسلمين قال عفان إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة (عن ابن معقل عن عائشة) رضي الله عنها أنها كان عليها رقبة من ولد إسماعيل فجاء سبي من اليمن من خولان فأرادت أن تعتق منهم (قالت) فنهاني الني صلى الله عليه وسلم ثم جاء سبي


مسند الطيالسي أبي داود) فلله الحمد على هذا التوفيق فقول أبي داود (يعني السبى) معناه أتتك رجال السبى فخذ منها بدله وأعتق هذا لأنه من أفضل من أفضل العبيد وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يعتقون أفضل عبيدهم تقربا إلى الله عز وجل ورغبة في كثرة الثواب، ولهذا لما سأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم أي الرقاب أفضل قال أنفسها وأغلاها ثمنا (تخريجه) أورده الهيثمي وقال روى ابن ماجة طرفا منه: ورواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) ورواه أيضا الحاكم وصححه وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا سعيد عن قتادة عن قيس عن معاذ بن جبل الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة قال عفان في حديثه أنا علي بن زيد عن زرارة بن أوفى عن مالك بن عمر الخ (غريبة) هو أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث أي بسبب عقوقه وإساءته (فأبعده الله) يعني عن رحمته نعوذ بالله من ذلك: وفي هذا غاية التغليظ والتشنيع على من عق والديه أي حتى يكبر ويمكنه التكسب والاستغناء عنه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وحسنه المنذري (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو محمد بن عبد الله بن الزبير قال ثنا مسعر عن عبيد بن حنين بن حسن عن ابن معقل الخ (غريبة) معناه أنها نذرت أن تعتق رقبة من العرب الذين هم من ذرية إسماعيل عليه السلام إنما نهاها النبي
صلى الله عليه وسلم عن العتق من هذا السبي على ما يظهر لأمرين (الأول) أن هذا السبي لم يكن من ولد إسماعيل الذي عينته عائشة في نذرها (الثاني) أن العتق من ولد إسماعيل أفضل من غيرهم لما فيه من تحريرهم فأحب صلى الله عليه وسلم أن تفعل الأفضل ولذلك لما جاء سبي مضر وهو من ولد إسماعيل بقينا أمرها بالعتق منه كما في آخر الحديث والله أعلم (تخريجه) (طب ك) وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي (قال الحافظ) وفيه الرد على من نسب جميع اليمن إلى بني إسماعيل لتفرقته صلى الله عليه وسلم بين خولان وهم من اليمن وبين بني العنبر وهم من

<<  <  ج: ص:  >  >>