للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٤٣ -

قصة الجارية العجمية التي أعتقها سيدها

-----

من مضر من بني العنبر فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتق منهم (عن أبي هريرة) رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء أعجمية فقال يا رسول الله إن علي عتق رقبة مؤمنة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله؟ فأشارت إلى السماء بإصبعها السبابة، فقال لها من أنا؟ فأشارت بإصبعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى السماء، أي أنت رسول الله فقال أعتقها (عن أبي الدرداء) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله تبارك وتعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم مثل الذي يعتق عند الموت كمثل الذي يهدى إذا شبع


مضر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا المسعودي عن عون عن أخيه عبيد الله ابن عبد الله عتبة عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي لا تفهم اللغة العربية تعني في السماء كما صرح بذلك في بعض الروايات، قال ابن عبد البر هو على حد قوله تعالى (أأمنتم من في السماء) (إليه يصعد الكلم الطيب) وقال الباجي لعلها تريد وصفه بالعلة، وبذلك يوصف من كان شأنه العلو يقال مكان فلان في السماء يعني علو حاله وشرفه ورفعته اهـ (قلت) وقدم كثر كلام بعض العلماء في تأويل هذا الحديث وأمثاله من الأحاديث والآيات فأخرجوها عن ظاهرها وتكفلوا تأويلها، ومذهبي في ذلك وأمثاله السلف الصالح رحمهم الله تعالى، نؤمن به كما جاء من غير تأويل، ونكل حقيقة علمه إلى الله عز وجل المنزه عن التشبيه والتمثيل (تخريجه) (د ك) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال من ربك فأشارت برأسها إلى السماء فقالت الله اهـ (قلت) ورجاله كلهم ثقات إلا أن المسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة اختلط في آخر عمره، قال أبو حاتم تغير قبل موته بسنة أو سنتين اهـ (قلت) ولهذا الحديث طريق أخرى عند الإمام احمد قال حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء وقال يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة، فإن كنت ترى هذه مؤمنة اعتقها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدين أنلا إله إلا الله؟ قالت نعم، قال أتشهدين أني رسول الله؟ قالت نعم، قال أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال أعتقها (قال الشوكاني) وهذا إسناد رجاله أئمة وجهالة الصحابي لا تضر كما تقرر في الأصول (قلت) وروى نحوه (م حم د نس. والإمامان) من حديث معاوية بن الحكم السلمي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان وعبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي حبيبة الطائي عن أبي الدرداء الخ (غريبة) جاء عند البيهقي مثل الذي يتصدق عند موته أو يعتق الخ ومعنى عند الموت أي عند تحقق نزول الموت به كإصابة في مقتل أو مرض شديد لا يرجى شفاءه أو قارب الاحتضار سبه تأخير الصدفة أو العتق عن أوانه ثم تداركه بمن تفرد بالأكل واستأثر لنفسه ثم إذا شبع يؤثر به غيره، وإنما يحمد إذا كان عن إيثار لغيره على نفسه قال تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>