للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٤٥ -

الإحسان إلى الموالى ووعيد من أساء إليهم بغير حق

-----

الله وأطاع سيده (وعنه أيضا) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة سيء الملكة فقال رجل يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين وأيتاما؟ قال بلب، فأكرموهم كرامة أولادكم وأطعموهم مما تأكلون، قالوا فما ينفعنا في الدنيا يا رسول الله؟ قال فرس صالح ترتبطه عليه في سبيل الله، ومملوك يكفيك فإذا صلى فهو أخوك: فإذا صلى فهو أخوك (عن عبد الله) يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليبدأ به فليطعمه أو ليجلسه معه فإنه ولي حره ودخانه (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصلح خادم أحدكم له طعاما فكفاه حره وبرده فليجلس معه فإن أبى فليتناوله أكلة في يده (وعنه من طريق ثان بنحوه وفيه كان الطعام مشفوها قليلا فليضع في يده أكلة أو أكلتين


فيه غير واحد (سنده) حدثنا عبد اله حدثني أبي ثنا إسحاق بن سليمان قال سمعت المغيرة ابن مسلم أبا سلمة عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن أبي بكر الخ (غريبة) أي يكفيك ما تحتاج إليه أنت وفرسك (وقوله فإذا صلى فهو أخوك) يعني في الدين فينبغي إكرامه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال روى الترمذي وغيره طرفا منه، رواه أحمد وأبو يعلى وفيه فرقد السبخي وهو ضعيف (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا عمار بن محمد عن الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله الخ (غريبة) الخادم يطلق على الذكر والأنثى: وهو أعلم من الحر والعبد هذا الأمر محمول على الندب ويؤيده ما سيأتي في الحديث التالي أي مشقة حره ودخانه عند الطبخ (تخريجه) لم أقف عليه من حديث ابن مسعود لغير الإمام أحمد وفي إسناده إبراهيم الهجري بفتح الهاء والجيم لين الحديث (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي فإن أبي المخدوم أن يجلس الخادم ليأكل معه (فليتناوله أكلة) بضم الهمزة أي لقمة، والعلة في إعطائه اللقمة أنه ولى علاجه وتحمل مشقة حره ودخانه عند الطبخ، وإن لم يطبخ فقد تعلقت به نفسه بشم رائحته ونظره إليه: وهذا يؤيد ما تقدم من أن الأمر بإجلاسه معه للندب، قال الشافعي بعد أن ذكر الحديث:: هذا عندنا على وجهين (الأول) أن إجلاسه معه أفضل، فإن لم يفعل فليس بواجب (الثاني) أم يكون الخيار إلى السيد بين أن يجلسه أو يناوله ويكون اختيارا غير حتم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا داود ابن قيس عن موسى بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه ثم جاء به قد ولى حره ودخانه فليقعده معه فليأكل، فإن كان الطعام الخ بالشين المعجمة والفاء، المشفوه القليل، وأصله الماء الذي كثرت عليه الشفاه حتى قل، وقيل أراد فإن كان مكثورا عليه أي

<<  <  ج: ص:  >  >>