النهي عن ضرب المملوك وتعذيبه بغير ذنب وعن قول المملوك لسيده ربى
-----
فأطعموهم مما تأكلون وأكسوهم مما تلبسون، ومن لا يلائمكم من خدمكم فبيعوا ولا تعذبوا خلق الله عز وجل (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقل أحدكم اسق ربك أطعم ربك وضيء ربك ولا يقل أحدكم ربي وليقل سيدي ومولاي ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاتي وغلامي (وعنه من طريق ثان) عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولون أحدكم عبدي وأمتي كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل غلامي وجاريتي وفتاي (حدثنا عبد الله) حدثني أبي ثنا حسن بن موسى وعفان قالا ثنا حماد بمن سلمة قال عفان أنا أبو غالب عن أبي أمامه رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من خيبر ومعه غلامان وهب أحدهما لعلي بن أبي طالب وقال لا تضربه فإني قد نهيت عن ضرب أهل الصلاة وقد رأيته يصلي، قال عفان في حديثه أنا أبو غالب عن أبي أمامه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل من خيبر ومعه غلامان فقال علي يا رسول أخذ منا، فقال خذ أيهما شئت، قال
أي وافق طباعكم وأعجبكم سيره وخدمته (تخريجه) (ق د مذ جه) ولهذا الحديث سبب رواه الإمام أحمد من طريق آخر فقال ثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا ثنا شعبة عن واصل الأحدب عن المعرور بن السويد، قال حجاج سمعت المعرور قال رأيت أبا ذر وعليه حلة: قال الحجاج بالربذة وعلى غلامه مثله، قال حجاج مرة أخرى فسألته عن ذلك فذكر له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم (أي خدمكم) جعلهم الله تحت أيديكم فذكر نحو الطريق الأولى (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقل أحدكم الخ (غريبة) بهمزة وصل ويجوز قطعها مكسورة ويجوز فتحها، تثبت في الابتداء وتسقط في الدرج: ويستعمل ثلاثيا باعيا ورباعيا: أمر من سقاه يسقيه: وفيه نهى الرجل أن يقول لمملوك غيره اسق ربك أطعم ربك: وفيه نهى المملوك نفسه أن يخاطب سيده أو يخبر عنه بلفظ ربى، وفيه أيضا نهى السيد أن يخاطب مملوكه أيخبر عنه بلفظ عبدي: والسبب في النهي عن ذلك أن حقيقة معنى هذه الألفاظ لا تكون إلا لله عز وجل كما أشار إلى ذلك في الطريق الثانية بقوله كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله (سنده) حدثنا عبد الله حثني أبي ثنا عبد الرحمن قال حدثني زهير عن العلاء عن أبيه عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق د وغيرهم) (غريبة) في الأصل أبو طالب وهو خطأ وصوابه أبو غالب: قال الحافظ في التقريب أبو غالب صاحب أبي أمامه بصري نزل أصبهان قيل اسمه حزور: وقيل سعيد بن الحزور: وقيل نافع صدوق ويخطيء من الخامسة اهـ هذا يؤيد ما قلنا من أمن الصواب أبو غالب معناه