للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٧١ -

الاستثناء في اليمين ومن قال إن شاء الله لم يحنث

-----

رضي الله عنهما قال أيوب لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف فاستثنى فهو بالخيار إنشاء أن يمضي على يمينه، وإن شاء أن يرجع غير حنث أو قال غير حرج (وعنه من طريق ثنا) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا حلف الرجل فقال إن شاء الله فهو بالخيار إن شاء فليمض وإن شاء فليترك (عن ابن عمر) رضي اله عنه عنهما يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين فقال إن شاء الله فقد استثنى (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال إن شاء الله لم يحنث (عن سويد بن حنظلة) رضي الله عنه قال خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا وائل بن جحر، فأخذه عدو له فتحرج الناس أن يحلفوا


ومنه قول امرئ القيس، فقلت يمين الله أبرح قاعدا. ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي. ومن ثم قالت المالكية والحنفية إنه يمين: وعند الشافعية أن نوى اليمين انعقدت: وإن نوى غير اليمين لم تنعقد يمينا: وإن أطلق فوجهان لا تنعقد إلا أن نوى، وعن الإمام أحمد روايتان أصحهما الانعقاد والله سبحانه وتعالى أعلم (غريبة) هو ابن أبي تميمة ثقة ثبت حجة قاله الحافظ في التقريب (وقوله لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم) يريد أن هذا الحديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني بقوله إن شاء الله كما صرح بذلك في الطريق الثانية بكسر المهملة وسكون النون أي من غير حنث في يمينه سواء فعل المحلوف عليه أو لم يفعل (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان وهيب ثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (د مذ نس جه) وحسنه الترمذي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (د فع نس مذ جه) وحسنه الترمذي وقد اختلف في رفعه ووقفه ورواه الحاكم أيضا في المستدرك من طريق كثير بن فرقد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا وقال هذا حديث صحيح ولم يخرجاه هكذا (قلت) وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة الخ: وقال في آخره بعد قوله لم يحنث (قال عبد الرزاق وهو اختصره يعني معمرا) اهـ (قلت) سيأتي الحديث بطوله غير مختصر في ذكر نبي الله سليمان بن داود من كتاب أحاديث الأنبياء إن شاء الله تعالى (غريبة) أي سواء فعل المحلوف عليه أو تركه، وفيه دلالة على أن التقييد بمشيئة الله تعالى مانع من انعقاد اليمين أو يحل انعقادها: وللعلماء كلام في ذلك ذكرته في الشرح الكبير (أنظر القول الحسن شرح بدائع المنن ص ١٤٢ جزء ثان) (تخريجه) (خ وغيره) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون قال أنا إسرائيل بن يونس ابن أبي إسحاق قال ثنا إبراهيم بن عبد الأعلى عن جدته عن أبيها سويد بن حنظله الخ (غريبة) الحرج معناه الإثم والضيق، يقال تحرج فلان إذا فعلا يحرج به (من الحرج) وهو الإثم والفسق.

<<  <  ج: ص:  >  >>