بين أبنيه متوكئا عليها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما شأن هذا الشيخ؟ فقال ابناه يا رسول الله كان عليه نذر، فقال اركب أيها الشيخ فإن الله عز وجل غني عنك وعن نذرك (وعن أنس ابن مالك) رضي الله عنه بنحوه، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل لغني أن يعذب هذا نفسه (عن عقبة بن عامر) رضي الله عنه أنه قال إن أختي نذرت أن تمشي إلى بيت الله عز وجل فأمرتني أن أستفتي لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت النبي صلى الله عله وسلم فقال لتمش ولتركب قال وكان أبو الخير لا يفارق عقبة (وعنه أيضا) أن أخته نذرت أن تمشي حافية غير مختمرة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله لا يصنع بشقاء أختك شيئا، مرها فلتختمر ولتركب ولتصم ثلاثة أيام (وعنه من)
الخ (غريبه) قال نووي هذا محمول على العاجز عن المشي فله الركوب وعليه دم (تخريجه) (م جه) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن عدي عن حميد عن أنس بن مالك قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يهادي بين أبنية قال ما هذا؟ قالوا نذر أنم يمشي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل الخ (غريبة) زاد في رواية للنسائي من حديث أنس (وأمره أن يركب) وتقدم في حديث أبي هريرة (فقال اركب أيها الشيخ) وراية للنسائي من حديث أنس (ذر أن يمشي إلا بيت أبي هريرة) (تخريجه) (ق. والثلاثة) وهذا الحديث من ثلاثيات الإمام أحمد، أي ليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة رجال (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أنا ابن جريج أخبرني سعيد بن أبي، أيوب أن يزيد بن أبي حبيب أخبره أن أبا الخير حدثه عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال إن أختي نذرت الخ (غريبو) تقدم في حديث أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناذر أن يركب جزما، وهنا أمر أخت عقبة أن تمشي وأن تركب لأن الناذر في حديثي أبي هريرة وأنس كان شيخا ظاهرا العجز، وأنت وأخت عقبة لم توصف بالعجز فكأنه أمرها أن تمشي إن قدرت وتركب إن عجزت يريد أن أبا الخير راوي الحديث عن عقبة كان ملازما له لا يفارقه: وهذا يستدعي صحة النقل وسماع أبي الخير عن عقبة، والقائل ذلك هو يزيد بن أبي حبيب راوي الحديث عن أبي الخير، وفي تذكرة الحفاظ للذهبي أن أبا الخير كان مفتي أهل مصر في زمانه (تخريجه (ق وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن زحر عن أبي سعيد الرعي عن عبد الله بن مالك اليحصي عن عقبة بن عامر أن أخته الخ (غريبة) أي غير ساترة رأسها بالخمار وهو ما يلف على رأس المرأة ورقبتها لسترهما قال الخطابي إنما أمره إياها بالاختمار فلأن النذر لم ينعقد فيه لأن ذلك معصية والنساء مأمورات بالاختمار والاستتار، وأما نذرها المشي حافية فالمشي قد يصح فيه النذر وعلى صاحبه أن يمشي ما قدر عليه، فإذا عجز ركب وأهدى هديا، وقد يحتمل أن تكون أخت عقبة كانت