-[قوله صلَّى الله عليه وسلم ثمن الكلب خبيث ومهر البغي خبيث وكسب الحجام خبيث]-
(رافع بن خديج)(١) أن نبي الله صلَّى الله عليه وسلم قال شر الكسب ثمن الكلب وكسب الحجام ومهر البغي (٢)(وعنه أيضا)(٣) قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ثمن الكلب خبيث، ومهر البغي خبيث (٤)(عن يحيى بن أبي سليم)(٥) قال سمعت عباية بن رفاعة ابن رافع بن خديج يحدث أن جده حين مات ترك جارية وناضحا وغلاما حجاما وأرضا فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في الجارية فنهى عن كسبها قال شعبة مخافة أن تبغي، وقال ما أصاب الحجام فاعلفه الناضح، وقال في الأرض ازرعها أو ذرها (٦)(عن جابر بن عبد الله)(٧) أن النبي صلَّى الله عليه وسلم سئل عن كسب الحجام فقال اعلفه ناضحك (عن عمر بن الخطاب)(٨) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول قد أعطيت خالتي (٩) غلاما وأنا أرجو أن يبارك الله لها فيه وقد
(دنس) وسكت عنه أبو داود والمنذري وله شواهد كثيرة تعضده (١) (سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد ثنا محمد بن يوسف قال سمعت السائب بن يزيد بن أخت النمر (بفتح النون مشددة وكسر الميم) عن رافع ابن خديج الخ (غريبه) (٢) بفتح الموحدة وكسر المعجمة وتشديد الياء التحتية فعيل بمعنى فاعلة أو مفعوله وهي الزانية، وأصل البغي الطلب غير أنه أثر ما يستعمل في طلب الفساد والزنا، والمراد بمهر البغي ما تكتسبه الأمة بالفجور لا بالصنائع الجائزة كما تقدم، وسماه مهرا لكونه على صورته (قال النووي) وهو حرام بإجماع المسلمين اهـ فقوله شر الكسب ظاهر في تحريم ثمن الكلب ومهر البغي أما كسب الحجام فمكروه تنزيها لقيام الدليل على ذلك (تخريجه) (م نس وغيرهما) (٣) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن ابن إبراهيم عن عبد الله بن قارظ عن السائب ابن يزيد عن رافع بن خديج الخ (غريبه) (٤) قال الخطابي قد يجمع الكلام بين القرائن في اللفظ ويفرق بينهما في المعنى، ويعرف ذلك من الأغراض والمقاصد، فأما مهر البغي وثمن الكلب فيريد بالخبيث فيهما الحرام لأن اللب نجس والزنا حرام وبذل العوض عليه وأخذه حرام، وأما كسب الحجام فيريد بالخبيث فيه الكراهة لأن الحجامة مباحة، وقد يون الكلام في الفصل الواحد بعضه على الوجوب وبعضه على الندب وبعضه على الحقيقة وبعضه على المجاز ويفرق بينها بدلائل الأحوال واعتبار معانيها (تخريجه) (م د مذ) (٥) (سنه) حدّثنا أبو النضر قال ثنا شعبة عن يحيى بن أبي سليم الخ (غريبه) (٦) أي اتركها لغيرك يزرعها وينتفع بها إن لم تقدر على زرعها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواء احمد وهو مرسل صحيح الإسناد (٧) (سنده) حدّثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم وأبو يعلى) ورجال احمد رجال الصحيح (٨) (سنده) حدّثنا محمد بن يزيد ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن رجل من قريش من بني سهم عن رجل منهم يقال له ماجدة قال عارمت غلاما بمكة (أي خاصمته) فعض أذني فقطع منها أو عضضت أذنه فقطعت منها، فلما قدم علينا أبو بكر رضي الله حاجا رفعنا اليه فقال انطلقوا بهما إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فان كان الجارح بلغ أن يقتص منه فليقتص، قال فلما انتهى بنا الى عمر رضي الله عنه نظر إلينا فقال نعم قد بلغ هذا أن يقتص منه، ادعو إليّ حجاما فلما ذكر الحجام قال أما اني قد سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول قد أعطيت خالتي غلاما الخ (غريبه) (٩)