للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ذم الحلف والكذب في البيع والشراء - وما جاء في السماسرة]-

(عن عبد الرحمن بن شبل) (١) قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم إن التجار (٢) هم الفجار، قال قيل يا رسول الله أوليس قد أحل الله البيع؟ قال بلى ولكنهم يحدثون فيكذبون، ويحلفون ويأتون (عن أبي قتادة) (٣) قال سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول إياكم (٤) وكثرة الحلف في البيع فانه ينفق (٥) ثم يمحق (عن قيس بن أبي غرزة) (٦) قال كنا نسمي السماسرة (٧) على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم (وفي لفظ كنا نبيع الرقيق في السوق) (وفي لفظ آخر كنا نبتاع الأوساق (٨) بالمدينة) فأتانا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بالبقيع (٩) فقال يا معشر التجار فسمانا باسم أحسن من اسمنا (وفي لفظ أحسن مما سمينا به أنفسنا) فقال إن البيع يحضره الحلف والكذب فشوبوه (١٠) بالصدقة (وفي لفظ) إن هذه السوق يخالطها اللغو (١١) وحلفٌ فشوبوها بصقة، (عن بعض أصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلم) (١) قال أراد رسول الله


بكسر السين المهملة المتاع (وقول ممحقة) بالمهملة والقاف بوزن منفقة المتقدم ضبطه، والمعنى أن اليمين الكاذبة سبب لنفاق البضاعة ورواجها ولكنها ماحية للبركة، فالأموال المكتسبة من البيوع المشفوعة بالإيمان الكاذبة وإن كانت نامية في بادئ النظر فأمر البركة فيها في حين العدم (تخريجه) (ق د نس)، (١) (سنده) حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام يعني الدستواتي قال حدثني يحيى بن أبي نمير عن أبي راشد الحبراني قال قال عب الرحمن بن شبل قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٢) التجار بضم الفوقية وتشدي الجيم جمع تاجر (والفجار) على وزنه جمع فاجر من الفجور إلا من اتقى الله وبرّ وصدق فهو مع النبيين والصديقين والشهداء كما في رواية عند (مذ جه) وحسنها الترمذي) (تخريجه) (طب هق ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي، (٣) (سنده) حدّثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة الخ (غريبه) (٤) أي احذروا كثرة الحلف في البيع ولو صادقا فان الكثرة مظنة الوقوع في الكذب كالراعي حول يوشك أن يقع فيه، وأما اليمين الكاذبة فحرام وإن كانت قليلة (٥) تعليل لما قبله، أي يروج البيع ثم يمحق (بفتح أوله) أي يذهب بركته بأي وجه كان من تلف أو صرف فيما لا ينفع ونحو ذلك (تخريجه) (م س جه هق)، (٦) (سنده) حدّثنا سفيان ابن عيينة عن جامع بن راشد وعاصم عن أبي وائل عن قيس بن أبي غرزة الخ (غرزة) بفتحات (غريبه) (٧) بفتح السين المهملة الأولى وكسر الثانية جمع سمسار بوزن مسمار، وهو القيم أمر البيع والحافظ له قال الخطابي هو اسم أعجمي، وكان فيمن يعالج البيع ناس من العجم فتلقوا هذا الاسم منهم فغيره النبي صلَّى الله عليه وسلم بالتجار الذي هو من الأسماء العربية اهـ أي فهو أحسن من تسميتهم بالسماسرة، ولهذا قال فسمانا باسم أحسن من اسمنا ما سيأتي (٨) جمع وسق بفتح الواو وسكون المهملة يعني من التمر والشعير ونحو ذلك والوسق ستون صاعا، وفي الرواية السابقة كنا نبيع الرقيق في السوق، والمعنى أن عضهم كان يبيع الرقيق وبعضهم كان يبيع التمر والشعير وغيره لأن السوق تجمع كل ذلك (٩) قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات هو بقيع الغرقد مدفن اهل المدينة ولم يكن في ذلك الوت كثرت فيه القبور (١٠) بضم الشين المعجمة امر من الشوب بمعنى الخلط، أمرهم بذلك ليكون كفارة لما يجري بينهم من الكذب وغيره والمراد بالصدقة صدقة غير معينة حسب تضاعيف الآثام (١١) قال في النهاية لغى إذا تكلم بالمطرح من القول وما لا يعني، وألغى إذا أسقط اهـ والمعنى أنه يكثر فيها الكلام الساقط والإيمان الكاذبة (تخريجه) (د جه هق ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي، (١٢) (سنده) يزيد بن هارون قال أنا العوام

<<  <  ج: ص:  >  >>