-[فضل التسامح والتساهل في البيع والاقالة وحسن التقاضي]-
يمنعك؟ قال نعم، قال فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أدخل الله (١) عز وجل الجنة رجلا كان سهلا (٢) مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا، (من جابر بن عبد الله)(٣) قال كنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في سفر فاشترى مني بعيرا فجعل لي ظهره (٤) حتى أقدم المدينة فيما قدمت أتيته بالبعير فدفعته إليه وأمر لي بالثمن ثم انصرفت فاذا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قد لحقني، قال قلت قد بدا له (٥) قال قلما أتيته دفع الى البعير وقال هو لك (٦) فمررت برجل من اليهود فأخبرته قال فجعل يعجب (٧) قال فقال اشتري منك البعير ودفع اليك الثمن ووهب له؟ قال قلت نعم، (وعنه أيضا)(٨) قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم غفر الله لرجل كان من قبلكم (٩) سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى سهلا إذا قضى (١٠) سهلا إذا اقتضى، (عن عائشة رضى الله عنها)(١١) قالت دخلت امرأة على النبي صلَّى الله عليه وسلم فقالت أي بأبي وأمي اني ابتعت أنا وابني من فلان ثمر ماله (وفي لفظ من ثمرة أرضه) فأحصيناه (١٧) وحشدناه، لا والذي أكرمك بما أكرمك به ما أصبنا منه شيئا إلا شيئا نأكله في بطوننا أو سكينا رجاء البركة (١٢) فنقصنا عليه فجئنا نستوضعه ما نقصناه
غلبتني في هذه الصفقة، أي اخذت ارض بأنقص من قيمتها (١) بصيغة الماضي دعاء وقد يجعل خبرا، وعبر عنه بالماضي إشعارا بتحقيق الوقوع (وقوله رجلا) أي ومثله المرأة وإنما خص الرجل بالذكر تغليبا (٢) أي لينا حال كونه مشتريا وبائعا (وقاضيا) أي مؤديا ما عليه (ومقتضيا) أي طالبا ماله ليأخذه (تخريجه) (نس جه هق) وسنده جيد ورمز له الحافظ السيوطي بالصحة، (٣) (سنده) حدّثنا هيثم أنا معيار عن أبي هريرة عن جابر الخ (غريبه) (٤) معناه ان النبي صلَّى الله عليه وسلم تركه له يستخدمه لركوبه وحمل امتعته حتى يصل الى المدينة (٥) أي ظن جابر ان النبي صلَّى الله عليه وسلم قد بدا له شيء بخصوص هذه الصفقة (٦) أي هو لك هبة وذلك بعد أن استوفى جابر ثمنه (٧) أنما تعجب اليهودي من كون النبي صلَّى الله عليه وسلم وهب الجمل لجابر بعد أن وفاه ثمنه لأن اليهود احرص الناس على الدنيا ولا يصدقون أن أحدا يفعل ذل، ولم يدر انه صلَّى الله عليه وسلم بعث بالحنيفية السمحة وانه نبراس الهدى وقدوة الأنام، او يدرى ولكنه دهش لحصول هذا التسامح والتساهل من النبي صلَّى الله عليه وسلم حقدا وحسدا نعوذ بالله من اليهود ومن شرورهم (تخريجه) (ق وغيرهما) بألفاظ مختلفة من طرق متعددة وبعضها فيه طول، (٨) (سنده) حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء انا إسرائيل بن يونس عن زيد بن عطاء بن السائب عن محمد بن المنكدر عن جابر بن هبه الله قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٩) أي من الأمم السابقة (١٠) أي اعطى الذي عليه بسهولة بغير مطل (وقوله سهلا إذا اقتضى) أي طلب قضاء حقه بسهولة وعدم الحاف (تخريجه) (مذ هق) وحسنه البخاري، (١١) (سنده) حدّثنا الحم بن موسى ثنا عبد الرحمن ابن أبي الرجال قال أبي يذكره عن أمه عمرة عن عائشة الخ (غريبه) (١٢) أي احصيناه بكيل ونحوه (وحشدناه) أي جمعناه (١٣) تقسم هذه المرأة بالله الذي أرم النبي صلَّى الله عليه وسلم بالنبوة وفضَّله على الخلق انها ما اخذت منه الا ما يؤخذ من الثمر عادة للأكل والصدقة بقصد التبرك (وقوله فنقصنا عليه) هكذا في الأصل بهذا اللفظ وهو غير ظاهر وأظنه وقع فيه تحريف من الناسخ والذي يظهر من سياق الحديث أن هذه المرأة اشترت هي وابنها الثمر في رؤوس النخل ثم بعد جمعه واحصائه ظهر لهما