فابعث من يقبضه، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم للرجل اذهب فأوفه الذي له، قال فذهب به فأوفاه الذي له، قالت فمر الأعرابي برسول الله صلَّى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه فقال جزاك الله خيرا فقد اوفيت وأطيبت (١) قالت فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أولئك خيار عبدا الله عند الله يوم القيامة الموفون المطيبون (٢)، (عن حذيفة)(٣) أن رجلا أتى (٤) الله به عز وجل فقال ماذا عملت في الدنيا؟ فقال الرجل ما عملت من مثقال ذرة من خير أرجوك بها، فقالها له ثلاثا وقال (٥) في الثالثة أي رب كنت اعطيتني فضلا من مال في الدنيا فكنت ابايع الناس وكان من خلقي أتجاوز عنه (٦) وكنت أيسر على الموسر وانظر المعسر، فقال عز وجل نحن أولى بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي فغفر له؛ فقال أبو مسعود (٧) هكذا سمعت من في رسول الله صلَّى الله عليه وسلم (وعنه أيضا)(٨) قال سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول ان رجلا ممن كان قبلكم أتاه ملك الموت ليقبض نفسه فقال له هل عملت من خير؟ فقال ما أعلم. قيل له انظر. قال ما أعلم شيئا غير أني كنت ابايع الناس وأجازفهم (٩) فأنظر المعسر وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله عز وجل الجنة، (عن أبي هريرة)(٩) عن النبي صلَّى الله عليه وسلم انه قال إن رجلا لم يعمل خيرا قط
(١) أي أعطيتني حقي تاما طيبا برضاء وطيب قبل (٢) أي الذين يدفعون ما عليهم تاما بسماح نفس وطيب قلب من غير كراهة ولا غضب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والبزار وإسناد احمد صحيح، (٣) (سنده) حدّثنا يزيد بن هارون قال ثنا أبو مالك عن ربعي بن خراش عن حذيفة يعني ابن اليمان أن رجلا الخ (غريبه) (٤) بضم أوله مبني للمفعول (٥) وقال أي الرجل (٦) أي اتجاوز عن المال للفقير المعدم الذي لا يمكنه السداد، أي اتساهل في استيفاء حقي (وأنظر المعسر) بضم الهمزة وكسر المعجمة أي ترك طلبه حتى يتيسر، قال تعالى {وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة} (٧) يعني البدري الأنصاري الصحابي واسمه عقبة بن عمرو، وكان حاضرا بمجلس حذيفة ولهذا جاءت هذه الرواية في مسند أبي مسعود المذكور، وجاء مثل هذه الرواية لمسلم وله رواية أخرى بلفظ (فقال عقبة بن عامر الجهني أبو مسعود الأنصاري هكذا سمعناه من في رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، قال النووي قال الحافظ هذا الحديث انما هو محفوظ لابي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري وحده وليس لعقبة بن عامر فيه رواية، قال الدارقطني والوهم في هذا الإسناد من أبي خالد الأحمر (يعني عن مسلم) قال وصوابه عقبة بن عمر وأبو مسعود الأنصاري اهـ، (تخريجه ق. وغيرهما)، (٨) (سنده) حدّثنا عفان ثنا أبو عوانه ثنا عبد الملك بن عمير عن ربعي قال قال عقبة بن عمرو لحذيفة ألا تحثنا ما سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول فذكر احاديث (منها) قال وسمعته (يعنى النبي صلَّى الله عليه وسلم) يقول ان رجلا ممن كان قبلكم (يعني من الأمم السابقة) الخ (غريبه) (٩) الجزف والجزاف المجهول القدر مكيلا كان أو موزونا، وللعلماء كلام في هذا البيع، انظر القول الحسن شرح بدائع المنن صحيفة ١٥٧ في الجزء الثاني (وقوله فانظر المعسر) أي الذي يمكنه السداد (وأتجاوز عن المعسر) أي الذي لا يمكنه السداد وقد جاء هكذا في الأصل بلفظ المعسر في الصورتين (تخريجه) (ق. وغيرهما)، (٩) (سنده)